تجربة صفوف الدراسة الافتراضية في غزّة: الحلّ الأمثل

تبدّدت حالة القلق التي لاحقت طالب الثانوية العامة الفلسطيني فؤاد قاسم، بعدما وجد ضالته في الصفوف الافتراضية التي أطلقتها وزارة التربية والتعليم في غزة للردّ على أسئلة واستفسارات الطلبة في مرحلتهم الدراسية الفاصلة.

وظلّت حالة التوتر والقلق تلاحق طلاب الثانوية العامة بشكل خاص، في ظل غياب الأفق، إثر حالة الطوارئ التي فرضتها جائحة فيروس كورونا، منذ قرابة الشهرين، إذ فرض الإغلاق المتواصل للمدارس والجامعات والمرافق التعليمية في غزة. وبدا الطالب قاسم، وفق حديثه لـ"العربي الجديد"، متحمساً لتقديم الامتحانات أكثر من أي وقت مضى، وهو يشير إلى أنّ "التسجيل بالفصول الافتراضية ومناقشة المعلمين وطرح الأسئلة والتساؤلات حول المنهاج منحنا نوعاً من الراحة تجاه الامتحانات والتخلص من حالة القلق تجاه صعوبتها".

وتمسكت وزارة التربية والتعليم بقرارها عقد امتحانات الثانوية العامة (التوجيهي) في موعدها المحدد المقرر في 30 مايو/أيار الجاري رغم حالة الطوارئ والقلق من تفشي فيروس كورونا، الأمر الذي دفعها للبحث عن بدائل إلكترونية تمكن الطلبة من التعرف على آلية وأساليب الامتحانات.

وتحاكي الصفوف الافتراضية، الصفوف الدراسية، ولكن عبر شبكة الإنترنت، إذ تمنح الوزارة الطالب فرصة التسجيل بالفصل وفق منطقته التعليمية. والفكرة بدأت الوزارة بتطبيقها بشكل أولي على مرحلة الثانوية العامة نظراً لحساسيتها، وتعميمها على المراحل الدراسية الأخرى مقرون بمدى نجاحها وفاعليتها.

الطالبة وداد حلمي، أكّدت لـ"العربي الجديد" أنّها شعرت بقليل من الأريحية في ظل ما تحاول الوزارة تقديمه للطلبة لتسهيل التواصل بينهم وبين الأساتذة، مشيرة إلى أنّ افتتاح هذا الصفوف الافتراضية يمكن أن يشكل لها ملاذا في ظل ما تعانيه من صعوبة بعض الأسئلة أو المسائل المستعصية عليها.

وتتنوع هذه الصفوف في المزايا التي تقدمها للطلاب، بين نماذج اختبارات تجريبية، ومواد إثرائية، فيديوهات تعليمية، فيديوهات مراجعة، ساحات نقاش لطرح الأسئلة والإجابة عنها. وبلغ عدد المشتركين بامتحانات الثانوية العامة في قطاع غزة، وفق الوزارة، لهذا العام 33.515 مشتركاً موزعين على كافة الفروع، في زيادة بلغت حوالي 5 بالمائة بالتعليم النظامي، و12.1 بالمائة بالدراسة الخاصة عن العام السابق.

وأكّدت وزارة التربية والتعليم، أنّ الامتحانات ستتم وسط إجراءات صحية تامة، إذ تشكلت لجنة لهذا الأمر تضم وزارات التعليم والصحة والداخلية. رئيس قسم التعليم الإلكتروني في وزارة التربية والتعليم في غزة أكرم فروانة، قال لـ"العربي الجديد" إنّ الوزارة بحثت عن بدائل لتعويض الطلبة عن التعليم التقليدي في المدارس في ظل جائحة كورونا، فاهتدت بعد بحث معمق إلى الصفوف الافتراضية.

وأوضح فروانة أنّ منصة الصفوف الافتراضية كانت التطبيق الأمثل نظراً لتوجه كثير من الطلبة والمعلمين لاستخدامها، وأشار إلى أنّ الوزارة قدّمت تدريباً مكثفاً لعدد من المدرسين في كافة محافظات قطاع غزة للعمل في هذه الصفوف.

وخصصت الوزارة صفوفاً افتراضية لكل مديرية للفرعين العلمي والأدبي، ويدير محتواها نحو 300 من المشرفين التربويين والمعلمين الذين تدربوا على استخدامها فيما يحقق أكبر فائدة ودعم للطلاب، وفق فروانة، الذي نوه إلى أنّ استخدام هذه المنصات مقدمة لتأهيل المدرسين لإدارة صف افتراضي عبر الإنترنت، في ظل الظروف التي تمنع الوصول إلى المدارس.