احتفت «قناة الجزيرة» القطرية بوقوع صواريخ ميليشيات الحوثي الإرهابية على العاصمة السعودية الرياض؛ وذلك على الرغم من إصدار السلطات القطرية بياناً زعمت فيه «إدانتها للهجمات الصاروخية، التي استهدفت عدداً من المدن الآهلة بالسكان في المملكة العربية السعودية»؛ لكن الأذرع الإعلامية للدوحة عبّرت عن عكس هذه «الإدانة»، فقد بثت «الجزيرة مباشر» مقطع فيديو قالت إنه يظهر لحظات وقوع صواريخ باليستية أعلن الحوثيون عن إطلاقها على مطارات وأهداف سعودية بينها مطار الملك خالد الدولي بالرياض، إلى جانب مطاري أبها بعسير وجيزان.وفضحت القناة نفسها من جديد بعلمها بالعمليات الإرهابية قبل تنفيذها.ونشر «إنفوجرافيك السعودية» إنفوجرافيك يبيّن احتفال قناة «الجزيرة» القطرية بإطلاق الصواريخ تجاه السعودية، ونقلها مزاعم الحوثي قبل إعلانها.من جهة أخرى، أدانت المعارضة القطرية وبشدة الاعتداء الغاشم من ميليشيات الحوثيين على السعودية.وأكد خالد الهيل، المتحدث باسم المعارضة، في حسابه على «تويتر»، «إننا نقف صفاً واحداً مع أشقائنا في محاربة الإرهاب، وتجفيف منابعه، ونرفض بشدة قبول أي إدانة من نظام الخزي والعار في قطر؛ وذلك لثبوت تورطهم وتمويلهم للحوثيين، ونعتبر النظام القطري شريكاً في الجريمة».بدوره، رد سعود القحطاني، المستشار في الديوان الملكي السعودي، على تعليق المستشار الإعلامي للنظام القطري عبدالله العذبة، على تدمير القوات الجوية السعودية 7 صواريخ باليستية أطلقتها ميليشيات الحوثي الإرهابية تجاه المملكة، أول أمس الأحد؛ حيث وصف القحطاني هذا التعليق بأنه يكشف عن اعتراف هذا النظام بدعم الحوثيين.ووصف القحطاني في تغريدة له على «تويتر» تعليق العذبة، الذي يدعم فيه الحوثيين، بأنه لا يعبر إلا عن الانحطاط والوجه القبيح للمستشار الإعلامي ل«نظام الحمدين»؛ حيث كتب القحطاني: «إن هذا ما يضمره لنا تنظيم الحمدين الحاكم للسلطة في قطر العزيزة».وتابع: «طعنونا في الظهر باليمن قبل الأزمة، واليوم يخرجون ما في صدورهم من حقد ويعترفون بدعمهم المادي والمعنوي للحوثي، وما تخفي صدورهم أكبر».إلى ذلك، أطلق عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي هاشتاج: «الإعلام_القطري_يدعم_الحوثي»؛ حيث تصدر «الترند»، وأكد خلاله المغردون أن قطر أكبر داعم للحوثي وللجرائم الإرهابية في الوطن العربي، مشيرين إلى أن الدوحة لم تكتف بدعم الإرهاب مادياً فقط؛ بل أصبحت قناة «الجزيرة» منبر الإرهاب الإعلامي، وأكبر دليل على ذلك نقلها تصاريح ومقابلات الإرهابيين على شاشتها؛ ليبدو أن الإرهابيين لن يجدوا طريقة أفضل من «الجزيرة» لتمرير أجندتهم لعامة الناس، ونشر رسائل الفتن والتخريب والعبث في الوطن العربي.وقال مغردون: «طبيعي جدّاً التعاون بين قطر والحوثيين، فكلهم من أذرع إيران في المنطقة، وأكثر ما يخشاه، يتيم المجد ووالده الآن، فضح دورهما التآمري مع الحوثي ضد السعودية والعرب؛ بعد أن تبين أن قطر هي من دعمت الحوثي بالمال والإحداثيات». وكانت القيادة القطرية أعلنت ظاهرياً تأييدها ل«عاصفة الحزم»، التي شاركت فيها دول عربية، استجابة لنداء الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي يوم 25 مارس/آذار2015، بعد أن انقلبت عليه الميليشيات الحوثية آنذاك. وقد عبّر عن هذا التأييد الظاهري بعد أكثر من سنتين وزير الدفاع خالد العطية، حين أعلن في يوليو/تموز 2017 أن بلاده أُجبرت على المشاركة في تحالف دعم الشرعية، رغم أنها ضده.وبالعودة إلى أحداث السنتين اللتين قضتهما القوات القطرية مع التحالف، يتضح صدق قول الوزير القطري، فالقناة الإخبارية التابعة لقطر بنسختها الإنجليزية كانت توجه رسائلها المضادة للتحالف، وتحاول اختصار الدول المشاركة فيه بالسعودية فقط، كما نسجت قصصاً عن استهداف المدنيين متبنية روايات الميليشيات بشكل كبير.لم يقتصر دور قطر المضاد لتحالف دعم الشرعية على الإعلام؛ بل ظلت على صلة بزعيم الميليشيات عبدالملك الحوثي عبر أحد شيوخ صعدة المقيم لديها، وهو محمد بن شاجع، الذي يعد واحداً من أكبر تجار المخدرات؛ إذ منحته الجنسية القطرية، وكان رابط الوصل مع الحوثي عبر أفراد عصابته المنتشرة على الأراضي اليمنية.في عام 2016 دعت الدوحة حسين بن عبدالله الأحمر، وأغدقت عليه الأموال؛ ليقوم بدوره بتجنيد أبناء القبائل لمصلحة الميليشيات الحوثية، ويمارس ضغطاً على قبائل أخرى موالية للشرعية للانسحاب من الجبهات.بعد المقاطعة، التي أعلنتها الدول الأربع الداعية إلى مكافحة الإرهاب؛ (السعودية والإمارات والبحرين ومصر)، لقطر بسبب ممارساتها ودعم الدوحة وتمويلها للإرهاب، أنهى التحالف مشاركة القوات القطرية الرمزية في يونيو/حزيران الماضي، لتبدأ رحلة دعم جديدة وغير مخفية، كان الأبرز فيها حتى الآن اللقاء الذي جمع ضباط مخابرات قطريين مع الحوثيين في مسقط نهاية 2017.
<br/>
