طريقــة جديدة للتـحكم بإفراز الهــرمونـــات

ترتبط المستويات غير الطبيعية لهرمونات التوتر مثل الأدرينالين والكورتيزول، بمجموعة متنوعة من اضطرابات الصحة العقلية، بما في ذلك الاكتئاب واضطراب ما بعد الصدمة، لذلك ابتكر باحثون من معهد ماساتشوستس للتقنية طريقة للتحكم عن بُعد في تحرير هذه الهرمونات من الغدة الكظرية باستخدام الجسيمات النانوية المغناطيسية.قام الباحثون من خلال الدراسة الحالية المنشورة بمجلة «التقدم العلمي» بتصميم جسيمات نانوية مغناطيسية متخصصة يمكن حقنها في الغدة الكظرية، وعند التعرض لمجال مغناطيسي ضعيف تسخن الجسيمات قليلاً وتنشط القنوات المستجيبة للحرارة التي تؤدي إلى إطلاق الهرمون؛ ويمكن استخدام هذه التقنية لتحفيز عضو عميق في الجسم بأقل قدر من الغزو.أراد فريق البحث استكشاف فكرة علاج اضطرابات الدماغ عن طريق تعديلات بالأعضاء الموجودة خارج الجهاز العصبي المركزي، ولكنها تؤثر فيه من خلال إفراز الهرمونات، وأحد الأمثلة المعروفة هو محور الغدة النخامية - الغدة الكظرية، والذي ينظم استجابة الإجهاد في الثدييات. تلعب الهرمونات التي تفرزها الغدة الكظرية، بما في ذلك الكورتيزول والأدرينالين، أدواراً مهمة في الاكتئاب والتوتر والقلق.يقول أحد الباحثين إن بعض الاضطرابات التي نعتبرها عصبية يمكن علاجها من المحيط الجسدي، أي من خارج الجهاز العصبي المركزي عن طريق معالجة الدوائر المحلية بمناطق مختلفة من الجسم.صمم الباحثون جسيمات نانوية مصنوعة من المغنتيت، وهو نوع من أكسيد الحديد الذي يشكل بلورات مغناطيسية صغيرة، وذلك لتحفيز القنوات الحرارية التي تتواجد بشكل طبيعي بالخلايا الكظرية. وجدوا من خلال التجربة على الفئران أن هذه الجسيمات يمكن حقنها مباشرة في الغدد الكظرية وتبقى هناك لمدة ستة أشهر على الأقل، وعندما تعرضت الفئران لمجال مغناطيسي ضعيف - حوالي 50 ملي تسلا-تم تسخين الجسيمات بنحو 6 درجات مئوية، وهو ما يكفي لتحريك قنوات الكالسيوم كي تنفتح دون الإضرار بالأنسجة المحيطة.