[p]رفضت محكمة النقض العسكرية في مصر، اليوم الثلاثاء، الطعن الذي تقدم به محامو مؤسس مكتبة "تنمية"، الناشر خالد لطفي، مؤيدة سجنه لمدة خمس سنوات، وهو الحكم الذي أصدرته محكمة شرق القاهرة العسكرية، وأيده الاستئناف في 13 فبراير/شباط الماضي، بدعوى اتهامه بـ"إشاعة أخبار كاذبة" و"إفشاء أسرار عسكرية"، على خلفية نشره طبعة مصرية من كتاب "الملاك.. الجاسوس المصري الذي أنقذ إسرائيل".

كان لطفي قد اتفق مع "الدار اللبنانية" على نشر طبعة مصرية مخفضة السعر من كتاب "الملاك" الذي أثار جدلاً كبيراً، وحولته منصة "نتفليكس" إلى فيلم سينمائي، كونه يقدم رواية إسرائيلية عن حياة رجل الأعمال البارز، أشرف مروان، صهر الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، زعمت أن مروان كان جاسوساً لإسرائيل، وقدم إليها معلومات شديدة الأهمية خلال حرب 6 أكتوبر/تشرين الأول 1973.

غير أن كتاب "الملاك" الذي ألفه الإسرائيلي يوري بار جوزيف، لم يخلُ كذلك من وجهات النظر المعاكسة، والتي تعتبر أن مروان مارس خداعاً كبيراً لإسرائيل ضمن خطة الخداع الاستراتيجي المصري، وهي رؤية اقترب منها فيلم "نتفليكس" الذي قدم مروان بوصفه "صانعاً للسلام".

وأسس لطفي مكتبة ودار نشر "تنمية" في عام 2011، والتي أصدرت عدداً كبيراً من الروايات، وصل بعضها إلى قوائم "بوكر" العربية، وفي مايو/أيار الماضي، أعلن اتحاد الناشرين الدولي منح جائزته السنوية للمدافعين عن حرية النشر لعام 2019 للناشر المصري، والذي يقضي حالياً عقوبة بالسجن العسكري جراء نشره كتاباً مترجماً في القاهرة. وتبلغ قيمة الجائزة 10 آلاف فرنك سويسري، وتحمل اسم الفيلسوف الفرنسي فولتير.

وصرّح رئيس لجنة حرية النشر في الاتحاد الدولي للناشرين، كرايستن إينارسون، آنذاك، بأن "مجتمع النشر الدولي مطالب بدعم لطفي، حتى لا يؤدي سجنه إلى الخوف، وفرض الرقابة الذاتية في بلد له مثل هذا الثراء التراثي"، فيما ناشد الأمين العام لاتحاد الناشرين الدولي، خوسيه بورجينو، الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، منح الناشر عفواً رئاسياً.