المؤشر الثالث يتعلق بالتراجع الحاد في قيمة الليرة اللبنانية، وحسب البيانات، ففي فترة لا تتجاوز شهراً واحداً ومنذ تقديم رئيس الحكومة سعد الحريري استقالته في يوم 29 أكتوبر/ تشرين الأول، خسرت الليرة 20% من قيمتها، لتعمّق خسائرها إلى 43% منذ بداية أزمة الدولار التي ظهرت في الأسواق منذ منتصف العام الجاري، ومع انتعاش السوق السوداء للعملة ظهر سعران للصرف، وهو ما يربك الحياة الاقتصادية والاستثمارية ويعمق خسائر الشركات، خاصة العاملة في الصناعة والتجارة الخارجية أو أنشطة تحتاج لتمويل بالنقد الأجنبي مثل الكهرباء والوقود والأدوية.المؤشر الرابع يتعلق بتفاقم أزمة الدولار في ظل القيود الشديدة المفروضة من البنوك على عمليات السحب النقدي، فشح الدولار واختفاؤه من الصرافات يؤديان إلى ضعف قدرة قطاعات الاقتصاد، خاصة الصناعية، على استيراد المواد الخام الأساسية والسلع الوسيطة من الخارج، وهو ما يشل حركة الاقتصاد ويدفع أسعار السلع والخدمات نحو مواصلة ارتفاعاتها. المؤشر الخامسيتمثل في ظهور بوادر احتكاك بين مصارف لبنان والخارج، وأحدث ملمح هو إقامة شركة (آي.إم.إم.أس) لتجارة النفط دعوى قضائية بحق بنك البحر المتوسط اللبناني في نيويورك، لرفضه رد وديعة بمليار دولار طلبتها الشركة، وهذا المؤشر قد يدفع شركات وصناديق استثمار عالمية أخرى نحو استرداد ودائعها لدى مصارف لبنان بما فيها المصرف المركزي، أو تلك المستثمرة في أدوات الدين الحكومية كالسندات وأذون الخزانة.المؤشر السادس بدء إغلاق مئات الشركات أبوابها وصرف موظفيها، وهو ما يعمق أزمة البطالة التي تتفاقم في البلاد يوماً بعد يوم، ومع استمرار الأزمة الحالية ونقص السيولة والنشاط قد يفقد آلاف اللبنانيين وظائفهم.
الصورة باتت شديدة القتامة، والتلويح بأنه قد يتم في نهاية المطاف اللجوء إلى صندوق النقد الدولي والمانحين الدوليين لحل الأزمة المالية والحصول على دعم نقدي، أو أن الخارج سيتدخل لاحتواء الأزمة السياسية في الوقت المناسب، أمور باتت غير مقنعة لمجتمع المال والأعمال الذي يتزايد قلقه يوما بعد يوم.