بدأ العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة باغتيال القيادي في سرايا القدس، الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي، بهاء أبو العطا فجر يوم الثلاثاء 12 تشرين ثاني/ نوفمبر وانتهى بالإعلان عن التوصل إلى وقف إطلاق نار برعاية مصرية صبيحة يوم الخميس 14 تشرين ثاني/ نوفمبر من ذات الشهر.أدى العدوان الإسرائيلي على غزة إلى استشهاد 34 فلسطينياً وإصابة 111 آخرين بجراح متفاوتة جراء القصف الجوي والمدفعي الإسرائيلي المكثف على مدار يومين من التصعيد الإسرائيلي، وفقاً للإحصائيات الرسمية الصادرة عن وزارة الصحة في القطاع.يأتي ذلك في وقتٍ استهدف فيه الاحتلال عدداً من المنشآت المدنية والمنازل، ما تسبب في تدمير بعضٍ منها بشكلٍ كلي وإحداث أضرار في المنشآت المجاورة لها أو التسبب في دمار بعض آخر بشكلٍ جزئي، ما أحدث خسائر مالية كبيرة.وكان أبرز عمليات القصف الإسرائيلي هو استهداف منزل عائلة أبو ملحوس (السواركة) والتي أدت إلى استشهاد 9 أفراد من العائلة وإصابة آخرين، وهي الحادثة التي دعت عدداً من المسؤولين كان من أبرزهم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس والمبعوث الأممي نيكولاي ملادينوف إلى فتح تحقيق عاجل في الحادثة، خصوصاً بعد الاعتراف الإسرائيلي بأن الغارة كانت عن طريق الخطأ.وأعلن وكيل وزارة الأشغال العامة والإسكان بغزة ناجي سرحان أن العدوان الإسرائيلي الأخير خلّف خسائر مادية مباشرة بقيمة 3.1 مليون دولار أميركي فضلا عن الخسائر غير المباشرة.وقال سرحان في إحصائية أصدرها عقب العدوان الإسرائيلي إن هذه الخسائر تمثلت في تضرر 500 وحدة سكنية بشكل جزئي، و30 وحدة ما بين هدم كلي بليغ غير صالح للسكن، تقدر قيمتها بـ 2 مليون دولار، وتضرر الأراضي الزراعية وشبكات الري وقوارب الصيد، وتقدر قيمة الخسائر في القطاع الزراعي بقرابة 500 ألف دولار.وأوضح أن قيمة خسائر قطاع البنية التحتية من شبكات المياه والصرف الصحي والكهرباء والطرق قرابة 300 ألف دولار، فيما تضررت 12 منشأة تجارية وبلغت قيمة الخسائر المباشرة في المنشآت الاقتصادية قرابة 100 ألف دولار.وأشار سرحان إلى تضرر العديد من السيارات ووسائط النقل والآليات المختلفة وبلغت قيمة هذه الخسائر قرابة 100 ألف دولار، بينما تضرر كثير من المقرات والمؤسسات الحكومية، منها 15 مدرسة ومديريتا تعليم ومقر أمني، إذ بلغت قيمة أضرارها قرابة 100 ألف دولار.ووفقاً للمسؤول الحكومي بغزة فإن العدوان الإسرائيلي الأخير يتزامن مع استمرار وزارته في استكمال جهود إعادة إعمار الوحدات السكنية المدمرة خلال عدوان 2014 والاعتداءات التي سبقتها والتي لم يتم الانتهاء منها في ظل وجود ما يقارب 2000 وحدة سكنية متبقية لم يتوفر تمويل لإعادة إعمارها حتى الآن.ورداً على العدوان الإسرائيلي أطلقت المقاومة الفلسطينية عشرات القذائف والصواريخ تجاه المدن والبلدات المحتلة عام 1948، كان من أبرزها رشقات صاروخية تجاه مدينة تل أبيب والقدس المحتلة والخضيرة وبئر السبع وأسدود ومستوطنات غلاف غزة.وبحسب اعترافات الاحتلال فقد أطلقت سرايا القدس، الذراع العسكرية لحركة الجهاد، وعدد من الفصائل التي شاركتها الرد على العدوان الإسرائيلي أكثر من 450 صاروخاً وقذيفة أدت إلى إحداث عدد من الإصابات والأضرار في مختلف المناطق التي طاولها القصف، في الوقت الذي تحدى فيه الناطق باسم سرايا القدس جيش الاحتلال أن يكشف عن المناطق الحيوية والاستراتيجية التي وصلت إليها صواريخ المقاومة.وانتهى العدوان الإسرائيلي بالتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار برعاية مصرية وأممية بشروط وضعتها حركة الجهاد كان من أبرزها وقف عمليات الاغتيال ووقف استهداف المتظاهرين في مسيرات العودة الكبرى والالتزام بتنفيذ التفاهمات، وهو الأمر الذي نفاه رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو في وقت لاحق.
