منتدى معلمي الاردن
(نسخة قابلة للطباعة من الموضوع)
https://www.jo-teachers.com/forum/t8752
أنقر هنا لمشاهدة الموضوع بهيئته الأصلية

متلازمة خطرة.. والتعافي ممكن الضائقة التنفسية الحادة
بيسان القدومي 06-05-2020 07:57 مساءً
تعد متلازمة الضائقة التنفسية الحادة، إحدى الإصابات الرئوية الشديدة، والتي تحدث إذا امتلأت الأكياس الهوائية المرنة والصغيرة بالسوائل.ويتسبب هذا الأمر في ألاّ تمتلئ بالهواء الكافي، وبالتالي فإن الأكسجين الذي يصل إلى مجرى الدم يكون أقل، ويزيد معدل ثاني أكسيد الكربون، وهو ما يحرم الأعضاء من الأكسجين المهم لوظائفها ويصيبها بالقصور.تصيب هذه المتلازمة غالباً من يعانون أمراضاً أو إصابات خطرة، كما أن العرض الأساسي لها يكون ضيق النفس الشديد، والذي يظهر خلال بضع ساعات إلى أيام معدودة من إصابة شديدة أو المرض الأصلي.ويتعافى الكثيرون من المصابين بهذه المتلازمة بشكل تام، وإن كان يعاني آخرون بعض الأضرار الدائمة في الرئتين، ويزيد خطر الوفاة بالنسبة لكبار السن والحالات الشديدة.ونتناول في هذا الموضوع متلازمة الضائقة التنفسية الحادة بكل جوانبها، مع بيان العوامل والأسباب التي تؤدي إلى هذه الحالة، وكذلك أعراضها التي تميزها عن غيرها من الحالات المتشابهة، ونقدم طرق الوقاية الممكنة وأساليب العلاج المتعبة والحديثة.
تسرب السوائل
ذكر موقع «هيلث لين»، أن تلف الشعيرات الدموية في الرئتين يؤدي إلى الإصابة بمتلازمة الضائقة التنفسية الحادة؛ حيث تتحرك السوائل نحو الحويصلات الهوائية.ويحدث التبادل الغازي داخل الحويصلات؛ حيث يدخل الأكسجين إلى الدم وينزع منه ثاني أكسيد الكربون، ويقل الأكسجين الوارد إلى الدم بسبب امتلاء هذه الحويصلات بالسوائل.ويحافظ الغشاء الوقائي على هذا السائل داخل الأوعية في العادة، غير أن الإصابة الشديدة أو المرض من الممكن أن تؤدي إلى تلفه، وبالتالي يتسرب السائل مسبباً هذه الإصابة.وتشمل أسباب الإصابة بمتلازمة الضائقة التنفسية الحادة الإنتان، والذي يعد أكثر الأسباب انتشاراً، وهي عدوى في غاية الخطورة ومنتشرة على نطاق واسع في مجرى الدم.
المواد الضارة
ويقول موقع «ويب مد»: إن استنشاق المواد الضارة في بعض الأحيان يتسبب بالإصابة بهذه المتلازمة، وتشمل هذه المواد التركيزات العالية من الدخان والأبخرة الكيمياوية، وكذلك عند استنشاق الماء المالح عند التعرض للغرق.وتؤثر الحالات الشديدة من الالتهاب الرئوي في فصوص الرئتين الخمس، مسببة الإصابة بمتلازمة الضائقة التنفسية الحادة.وأضاف الموقع: يمكن أن تؤدي الإصابات الكبرى في الرأس أو الصدر والتي تحدث نتيجة حوادث السيارات أوالسقوط من مكان مرتفع إلى تلف مباشر في الرئتين أوالجزء المتحكم في التنفس في المخ إلى الإصابة بهذه المتلازمة، كما يمكن أن يتسبب بالإصابة بها التهاب البنكرياس والحروق وعند نقل الدم بكمية كبيرة.وتلعب بعض العوامل دوراً في زيادة خطر الإصابة بمتلازمة الضائقة التنفسية الحادة، ومن ذلك التقدم في السن، والإصابة بصدمة تسممية، أو قصور كبدي، ويزيد من خطر الإصابة أيضاً التدخين وإدمان المواد الكحولية.
ضيق تنفس
تختلف أعراض متلازمة الضائقة التنفسية الحادة، وذلك بحسب حدة الإصابة والسبب وراءها، كما أن الأعراض تزداد لو كانت هناك أمراض في القلب أو الرئة.ويعاني المصاب بهذه المتلازمة ضيقاً شديداً في التنفس، وفي بعض الحالات يجد صعوبة مع سرعة التنفس بصورة غير طبيعية ومجهدة.ويصاب بالارتباك والتشتت الذهني والتعب العضلي الشديد، مع ضعف عام وانخفاض ضغط الدم، ويظهر على المصاب شحوب الجلد والأظافر، وربما اشتكى من الصداع أو الحمى أو السعال الجاف.ويمكن أن تظهر بعض المشاكل الطبية الأخرى على من يعاني متلازمة الضائقة النفسية الحادة، وذلك خلال بقائه في المستشفى.وتعد أبرز المضاعفات المترتبة على ذلك الإصابة بالجلطات الدموية، والتي ترجع إلى استلقاء المصاب دون حركة، وبالذات في الأوردة العميقة بالساقين، ويمكن أن ينفصل جزء من الجلطة التي تشكلت في الساق، وتنتقل إلى الرئتين مسبباً بالإصابة بالانصمام الرئوي، والذي يمنع تدفق الدم.
انهيار الرئة
يؤدي استخدام جهاز التنفس الصناعي- والذي يلجأ إليه في معظم الحالات لزيادة كمية الأكسجين وطرد السوائل من الرئتين- إلى الإصابة بانهيار الرئة، وذلك لأن الضغط وكمية الهواء بجهاز التنفس الصناعي ربما أجبر الغاز على المرور من خلال فتحة صغيرة في سطح الرئة الخارجي، وبالتالي حدوث الإصابة السابقة.ويزيد خطر إصابة الرئتين بالعدوى، والتي تؤدي إلى إصابتهما بالتلف، وذلك لأن جهاز التنفس الصناعي يتصل بشكل مباشر بالقصبة الهوائية من خلال أنبوب، وهو الذي يسهل من وصول الجراثيم للرئتين وبالتالي إصابتهما بالعدوى.ويمكن أن تصاب الرئة بالتليف؛ حيث يحدث ندوب وسماكة في النسيج الموجود بين الأكياس الهوائية خلال أسابيع عدة من الإصابة بمتلازمة الضائقة التنفسية الحادة، وهو الذي يتسبب بتصلب الرئتين، ويصبح تدفق الأكسجين من الحويصلات الهوائية إلى الدم صعباً.
مضاعفات دائمة
يتعافى الكثير من المصابين بمتلازمة الضائقة التنفسية الحادة، وذلك بفضل العلاجات المحسنة، إلا أن هناك من يعاني بعض المضاعفات الخطرة، وفي بعض الأحيان تكون دائمة.ويعد من أبرز هذه المضاعفات المعاناة من مشاكل في التنفس، ويمكن أن يستمر مدى الحياة، والذي يتسبب بحاجة المصاب إلى أكسجين تكميلي في البيت أشهر عدة تالية.ويؤكد كثير من المتعافين أنهم مروا بحالة من الاكتئاب، كما أن انخفاض الأكسجين في الدم والمسكنات لها تأثير على ذاكرة المصاب، والمعاناة من مشكلات في الإدراك، وربما تقل هذه الآثار مع مرور الوقت، وربما كان الضرر دائماً.ويتسبب بقاء المصاب بهذه المتلازمة فترات طويلة بالمستشفى في ضعف عضلاته، كما يمكن أن يشعر بالتعب الشديد عقب تلقي العلاج.
فحص بدني
يعتمد تشخيص الإصابة بمتلازمة الضائقة التنفسية الحادة على فحوص البدن الذي يجريه الطبيب للمصاب، والتعرف إلى مستويات الأكسجين بالدم، مع إجراء تصوير بالأشعة السينية على الصدر، وذلك لأنه لا يتوفر اختبار خاص بهذه المتلازمة يؤكد الإصابة بها.ويجب كذلك أن يستبعد الطبيب الأمراض والمشاكل الصحية الأخرى، التي يمكن أن تسبب نفس هذه الأعراض، كبعض مشاكل القلب.ويمكن أن تظهر صور الأشعة السينية التي يجريها المصاب على الصدر أجزاء من الرئة التي تحتوي على السوائل، وكذلك حجمها، وهل القلب متضخم أم لا، وتوفر الأشعة المقطعية معلومات أكثر تفصيلاً عن الحالة داخل القلب والرئتين.
تحسين الأكسجين
يمكن أن يقيس الطبيب مستوى الأكسجين في جسم المصاب، من خلال استخدام الدم في المعصمين، ويتم التحقق من وجود عدوى أو فقر دم، بإجراء اختبارات دم أخرى، ولو اشتبه الطبيب في وجود عدوى في الرئة، فربما أجرى اختباراً لإفرازات مجرى الهواء، وذلك حتى يحدد سبب العدوى.ويتسبب تشابه أعراض متلازمة الضائقة التنفسية الحادة مع أعراض أمراض القلب الخطرة في أن يوصي الطبيب بإجراء فحوص للقلب، كتخطيط كهربية القلب، ومخطط صدى القلب.يعد هدف علاج متلازمة الضائقة التنفسية الحادة الأساسي تحسين مستويات الأكسجين في الدم، وذلك لأن أعضاء الجسم لن تؤدي وظيفتها بشكل سليم دون وجود الأكسجين، ولذلك فسوف يلجأ الطبيب المعالج لبعض الإجراءات التي تهدف إلى توفير المزيد من الأكسجين.
إعادة تأهيل
تشمل هذه الإجراءات وضع قناع محكم على الفم والأنف يمد الجسم بالأكسجين، وذلك بالنسبة للأعراض الخفيفة أو كإجراء مؤقت، وفي الأغلب فإن المصابين بهذه المتلازمة يحتاجون إلى الاستعانة بجهاز تنفس صناعي، والذي يقوم بدفع الهواء داخل الرئتين وطرد بعض السوائل من الحويصلات الهوائية.ويجب أن تتم إدارة كمية السوائل الوريدية بشكل دقيق، لأن الإفراط في السوائل ربما زاد من تراكمها في الرئتين، في حين أن نقصها من الممكن أن يتسبب بإجهاد القلب وغيره من الأعضاء، وبالتالي تسبب الإصابة بالصدمة.ويتضمن علاج المتلازمة أيضاً بعض الأدوية التي تخفف من الأعراض التي ترافقها، ومن ذلك المسكنات لتخفيف شعور عدم الراحة لدى المريض، والمضادات الحيوية، والتي تعالج الإنتان لو كان موجوداً، والمميعات للوقاية من تكون الجلطات الدموية في الرئتين والساقين.ويحتاج الأشخاص الذين تعافوا من متلازمة الضائقة التنفسية الحادة إلى إعادة تدريب الرئتين، وذلك حتى يتم تحسين أداء الجهاز التنفسي، وتشمل تمارين رياضية وجلسات تعديل نوعية الحياة.

معدل الوفاة

تشير الإحصائيات الحديثة الخاصة بمتلازمة الضائقة التنفسية الحادة، إلى أن معدل الوفاة بين المصابين بها يصل لحوالي 30%، ويرتبط هذا المعدل بالسبب وراء المتلازمة وصحة المريض بشكل عام، وعلى سبيل المثال فإن فرص شفاء أحد الشباب عقب إصابته التالية لحادث ما تكون أكبر مما لو كان المصاب مسناً ومصاباً في ذات الوقت بإنتان دموي شديد. ويجب الانتباه إلى أن عدم الإسراع بعلاج المصابين الذين يعانون نقصاً شديداً في الأكسجين يكون سبباً في وفاة معظمهم، في حين أن العلاج المناسب يكون سبب نجاة أكثر من 75% منهم.ويجب بالنسبة للمتعافين من هذه الحالة الإقلاع عن التدخين لو كانوا مدخنين، وتجنب التدخين السلبي بالنسبة لمن لا يدخنون.ويمكن أن تساعد بعض التطعيمات في تقليل خطر الإصابة بعدوى في الرئة، ومن ذلك تطعيم الإنفلونزا السنوي ولقاح الالتهاب الرئوي كل 5 سنوات.

<br/>
منتدى معلمي الاردن

Copyright © 2009-2024 PBBoard® Solutions. All Rights Reserved