منتدى معلمي الاردن
(نسخة قابلة للطباعة من الموضوع)
https://www.jo-teachers.com/forum/t7391
أنقر هنا لمشاهدة الموضوع بهيئته الأصلية

ليبيا: فشل الحسم العسكري يحيي المشاورات
بيسان القدومي 25-12-2019 09:12 صباحاً
بعد فشل اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر بتحييد قوات مصراتة، المدافعة عن العاصمة طرابلس، وانهيار "ساعة الصفر" الجديدة التي كان قد حددها قبل أسبوعين، تصاعد الحراك الدبلوماسي بين أكثر من دولة محورية في الأزمة الليبية، من الداعمين لحفتر أو لحكومة الوفاق التي يقودها فائز السراج، وذلك مع اقتراب موعد قمة برلين، المتوقع أن تعقد مطلع العام المقبل.وكانت روسيا محور الاتصالات بشأن الأزمة الليبية، إذ تواصل وزير الخارجية المصري سامح شكري هاتفياً مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، فيما يبدو أن الوفد التركي الذي زار موسكو فشل في التوصل إلى حل، إذ تم الاتفاق فقط على مواصلة التشاور بشأن المشكلة الليبية.

في هذا الوقت، حذرت تركيا من أنها تقترب من إرسال قوات إلى ليبيا. وأعلن المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالن، أمس الثلاثاء، أن بلاده ستواصل تقديم الدعم اللازم للحكومة الليبية. وقال "ربما تكون هناك حاجة لمشروع قانون يتيح نشر قوات في ليبيا والبرلمان يعمل على ذلك". وأضاف "يتوجب على المجتمع الدولي بعث رسالة واضحة جداً إلى حفتر، فلا مفر من حرب أهلية أكثر دموية حال لم يوقف هجماته". وكان مسؤولون أتراك قد كثفوا من اتصالاتهم مع عواصم غربية بشأن الأزمة الليبية. وبحث الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مع رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، القضايا الإقليمية وفي مقدمتها سورية وليبيا. في هذا الوقت، فشلت أنقرة وموسكو في التوصل إلى اتفاق بشأن كيفية الحل في ليبيا، وذلك بعد توجيه الطرفين انتقادات لبعضهما البعض بعد توقيع الاتفاق البحري والعسكري بين تركيا وحكومة الوفاق. وذكرت وزارة الخارجية الروسية، بعد اجتماع بين ممثل الرئيس الروسي في الشرق الأوسط وأفريقيا ميخائيل بوغدانوف ونائب وزير الخارجية التركي سادات أونال، أنه "بعد تبادل الآراء، تم التوصل لاتفاق بخصوص مواصلة المباحثات المتعلقة بالمشكلة في ليبيا بما فيها تقديم المساعدة الممكنة لتسوية الأزمة هناك".من جهته، قال السراج، في ذكرى استقلال ليبيا، إن "الجيش الوطني والثوار يدافعون ببسالة عن العاصمة بوجه غزو مسلح مدفوع بخيالات الدكتاتورية المريضة ومدعوم بتدخلات أجندات الخارج، وهدفه ليس تحرير العاصمة، كما يزعم، بل هدفه الحقيقي هو قتل الحرية ووأد حلم قيام الدولة المدنية مقابل رهن ليبيا ومقدراتها للخارج، وذلك لن يكون". ودعا الجميع إلى "بناء وطن يقوم على المصالحة الوطنية الشاملة والعادلة لكافة أبناء الشعب، فهو السبيل لدرء التدخل الخارجي".



في هذا الوقت، كشفت مصادر ليبية أنّ كواليس الإعداد لقمة برلين انتهت بوضع خطة جديدة تتماشى مع الرؤية التي طرحها المبعوث الأممي لدى ليبيا غسان سلامة، تمهيداً للحل في ليبيا، مبينةً أن الأطراف التي تعمل على الإعداد لقمة برلين على قناعة بأن رؤية سلامة تشكل الإطار الواسع والأقرب لحلول واقعية في ليبيا. وأكّدت المصادر، لـ"العربي الجديد"، أمس الثلاثاء، أن حكومة الوفاق تعاطت بإيجابية مع الجهود الجديدة، فيما أكّد برلماني مقرّب من حفتر أن الأخير لا يزال يماطل في القبول بها رغبة منه بإحراز المزيد من التقدم العسكري، وتحديداً في طرابلس، بهدف تحسين شروطه التفاوضية. وكشفت المصادر أنّ "شكل الخطة الجديدة يتمثل في تشكيل مجلسين، الأول عسكري يضم ضباطاً ممثلين لحفتر وآخرين لحكومة الوفاق، والثاني وطني، يضم 80 شخصية وطنية ليبية يمكن أن تنوب عن السلطات التشريعية"، التي أفرزها الاتفاق السياسي، عبر غرفتين هما مجلس النواب ومجلس الدولة.

وحتى الآن، لا يزال حفتر يماطل بتقديم شخصيات عسكرية تمثله لتكوين مجلس عسكري، فيما رشحت الحكومة في طرابلس خمس شخصيات عسكرية تمثلها. ويناط بالمجلس العسكري مهام الإعداد لتصور لوقف القتال وتحديد النقاط التي تعسكر فيها كلتا القوتين المتصارعتين جنوب طرابلس، تمهيداً لحوار أمني شامل في ليبيا ينتهي بتوحيد المؤسسة العسكرية في البلاد. وقال البرلماني الليبي، لـ"العربي الجديد"، إن "حفتر وجد في التطورات الجديدة التي تلت توقيع تركيا اتفاقاً أمنياً وبحرياً مع حكومة الوفاق فرصة للمماطلة أكثر، لكنه يدرك جيداً أن الخطة الجديدة التي تعمل واشنطن على فرضها ستنتهي إلى التطبيق لكنه يحاول كسب الوقت لتحقيق (تقدم) جديد على الأرض"، مشيراً إلى أنه "يحاول حالياً تهديد مصراتة لتحييدها عن ساحة الحرب في طرابلس بعدما فشل سابقاً في إنجاز ساعة الصفر التي أطلقها قبل أسبوعين، معولاً على خلايا مسلحة نائمة داخل طرابلس لإحداث اختراق في دفاعات الحكومة". ولفت إلى أن "حفتر تلقى بشكل واضح من نائب مستشار الأمن القومي لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا فيكتوريا كوتس، شرحاً واضحاً للرؤية الأميركية بشأن الحل في ليبيا وأعلمته بأن قضية حل المليشيات في طرابلس التي يتخذ منها حفتر ذريعة لحربه على العاصمة تم الاتفاق بشأنها مع الحكومة التي ستبدأ فعلياً في تقويض سلطتها".من جانب آخر، تشارك وزارة الخارجية المصرية في حراك واتصالات دبلوماسية واسعة حول ليبيا، لإحياء عملية التحضير لمؤتمر برلين، وكذا للرد على استفسارات غربية عديدة للوقوف على مستجدات الأوضاع الميدانية حول طرابلس، ومحاولة التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين مليشيات حفتر وقوات حكومة الوفاق. وأجرى شكري اتصالاً هاتفياً بلافروف، أمس الثلاثاء، في إطار التشاور المستمر بشأن القضايا التي تهم البلدين وتطورات الأوضاع الإقليمية. وقال بيان الخارجية المصرية إن الوزيرين تبادلا الرؤى حول آخر مُستجدات قضايا المنطقة، وفي مُقدمتها الشأن الليبي، لا سيما في ظل توقيع مذكرتي التفاهم بين الحكومة التركية والسراج أخيراً. وذكر بيان الخارجية الروسية أن "الوزيرين أكدا عزمهما مواصلة التفاعل الكثيف بهدف التغلب على الأزمات وضمان السلم في المنطقة". كما تناول شكري مستجدات الوضع في المشهد الليبي في اتصالات هاتفية مع مستشار المستشارة الألمانية للشؤون الخارجية يان هيكر، وغسان سلامة. كما أن روما لم تكن بعيدة عن الحراك الدبلوماسي المتصاعد بشأن ليبيا، إذ أجرى وزير الخارجية الإيطالي لويجي دي مايو مكالمة هاتفية مع نظيره الأميركي مايك بومبيو، الإثنين الماضي، بحث معه خلالها "الأزمة الليبية والوضع الحساس على الأرض هناك"، وفقاً لما ذكرته وكالة "آكي" الإيطالية. وقال دي مايو "إننا نعمل على مهمة أوروبية في ليبيا، بقيادة (وزير الخارجية الإسباني جوزيب) بوريل، إلى جانب وزراء خارجية الدول الرئيسية المتابعة للملف الليبي". وكان دي مايو، شبه الإثنين الماضي، الصراع الراهن في ليبيا بذلك الذي تشهده سورية. وقال "في ليبيا يتم تكرار نمط مشابه للنمط السائد في سورية، حيث نشهد حرباً أخرى بالوكالة".



منتدى معلمي الاردن

Copyright © 2009-2024 PBBoard® Solutions. All Rights Reserved