منتدى معلمي الاردن
(نسخة قابلة للطباعة من الموضوع)
https://www.jo-teachers.com/forum/t6521
أنقر هنا لمشاهدة الموضوع بهيئته الأصلية

القدس لنا.. وفلسطين للحياة
بيسان القدومي 30-11-2019 01:10 مساءً
يوسف أبو لوز

ربطت الأدبيات السياسية والإعلامية العربية بين البيان الذي أصدرته الحكومة البريطانية في العام 1917 والمعروف باسم «وعد بلفور» - آرثر بلفور- الذي يقضي بإقامة ما سمّي «وطناً قومياً» لليهود في فلسطين، وبين قرار الإدارة الأمريكية بنقل سفارة بلادها إلى القدس.وبين وعد بلفور، ووعد ترامب، الذي من المزمع تنفيذه غداً، تقدم الزمن، نحو سبعين عاماً هي اليوم رقم التراجيديا الفلسطينية، التي لم تتوقف عند زمن في حد ذاته.وعد بلفور انحياز لا أخلاقي لكيان مركب من لاهوتيات ملفقة وأساطير توراتية ليس لها أي سند ديني أو تاريخي، ووعد الإدارة الأمريكية ليس له أي سند قانوني أو أممي أو ثقافي بالمعنى السياسي، والوعد الترامبي أيضاً إلى جانب أنه وقوف عالمي انحيازي إلى جانب الاحتلال «الإسرائيلي»، وتجاوز لكل الأعراف والمواثيق الدولية، هو أيضاً قرار يعبر عن القاع الثقافي والتاريخي للعلاقة «اللاهوتية» ذات الظلال الدينية بين أمريكا و«إسرائيل»، وتعرف الإدارات المتعاقبة على البيت الأبيض خطورة نقل السفارة الأمريكية إلى القدس وتداعيات هذا القرار حتى على مستوى الكيانات الدولية العالمية.. فاتخذت القرار قديماً، ولكنه كان دائماً قراراً مجمداً، إلى أن جاء ترامب وأسال الجليد، وبدا وهو يوقع قراره «إسرائيلياً» لاهوتياً توراتياً أكثر من «الإسرائيليين» أنفسهم.في الذكرى السبعين على نكبة 1948، يعرف الفلسطيني أن الكثير من التوازنات السياسية قد تغيرت. قطبيات عالمية تغيرت، ومعجم سياسي تغير، وعالم برمته تغير، والثابت الوحيد هو زراعة احتلال عنصري متطرف في إرهابه وسياساته الاستيطانية في أرض هي ليست له. وفي الذكرى السبعين ثمة انعطافة إلى قرن من المأساة، وثمة رحلة صعبة ودموية للفلسطيني الذي لم يصل إلى بيته، ولكنه في كل الأحوال هو في الطريق إلى البيت ولم يفقد الأمل مطلقاً في استرداد بلاده وتطهيرها كلياً من الدنس «الإسرائيلي».بقاء الفلسطيني في بلاده هو بقاء الذات وإرادتها الحرة، بقاء الشخصية والهوية والمعنى في المكان، حتى لو كان مكاناً في المنفى، وهذا البقاء المادي والمعنوي هو أكثر ما يثير غضب «الإسرائيلي» الذي يفتش كل يوم عن ذاته في مرآة شخصية؛ ليتذكر أنه ما زال على قيد الحياة، ولكنه يعرف أن هذه الحياة التي يعيشها بلا جذور وبلا هوية هي الموت نفسه الذي يتربص به.سرقت «إسرائيل» كل شيء في فلسطين؛ من أجل طرد شبح الموت عن صورتها الزائلة والزائفة، «الإسرائيلي» يسرق كي يبقى، ولكنه بقاء مزيف مآله التفكك والذوبان، فكل الكيانات الهشة المركبة والتجميعية اجتماعياً وثقافياً ونفسياً مآلاتها إلى الغياب والانقراض.70عاماً فلسطينية تماماً، وليست «إسرائيلية»؛ فالعدو التاريخي للعرب لا يحسب الزمن بالسنوات، وإنما بالبنى التسليحية، والنهب، والتوسع، والعدوان، وإقامة الجدران الفاصلة لتمزيق جسد الأرض وأشجارها وحجارتها وحتى نباتاتها وأثرها التاريخي والمعرفي.70عاماً بين ذاكرتين، الأولى ذاكرة الفلسطيني المتجددة دائماً، والممملوءة بالحياة والصور والأشياء والمكان والتاريخ؛ بل الممملوءة برائحة الأرض وألوانها وأصواتها.. والثانية ذاكرة «الإسرائيلي» وكل شيء فيها مستعار ومقترض من الفلسطيني ذاته الذي يمشي على ترابه ولا يسأله أحد من أين أنت؟ ولماذا أنت هنا؟ ومن أي بلاد جئت؟ ومتى سترحل عن هذا المكان؟إن هذه الأسئلة هي بالضبط من توجه إلى «الإسرائيلي»؟ وإن كانت لا توجه إليه من أحد، ف«الإسرائيلي» يوجه هذه الأسئلة يومياً إلى ذاته القلقة المضطربة، الذات المنقسمة على أكثر من مكان أتى منه هذا الغريب التائه إلى بلاد سكانها الأصليون فيها منذ فجر التاريخ، عمروها بالماء والحجارة والشجر، بينما انزوى صاحب الذاكرة الفقيرة في مستوطنات مغلقة متقاربة ترمز في انغلاقها وفي طبيعتها المعمارية إلى الخوف والتكتم والإحساس الدائم بالرعب من القادم ومن المستقبل، وكلما يتضاعف شعور «الإسرائيلي» بالخوف يذهب إلى حماية نفسه بالقوة الغاشمة المسلحة بمواد الدمار.70عاماً.. ليكن، فلسطين عربية، والقدس عربية عاصمة أبدية لأرض الزيت والزيتون والزعتر وما من قوة في العالم تقصي الفلسطيني من حلمه أو تمنعه من الحلم، وبلاده هي مادة حلمه.70عاماً لا بأس، فالأوطان أثمانها الأعوام، والشهداء، والصبر، والبطولات، والحلم أيضاً، الحلم بالعودة، والحلم بالاستقلال، عندها يعرف «الإسرائيلي» أنه كان يسير في التيه، ونهاية التيه هي الغياب الذي يدفن عادة الأكاذيب والزيف والضلالة.

مدينة السلام.. عاصمة فلسطين التاريخية
[/b]
[b]

كتب: يوسف أبولوز

أجمع ناشطون سياسيون وكتّاب عرب تحمل ذاكرتهم الثقافية روح القدس وروح التاريخ على أن مدينة الأنوار والمحبة والسلام هي العاصمة الأبدية التاريخية لفلسطين، وأجمعوا أيضاً على كارثية قرار الإدارة الأمريكية بنقل سفارة بلاده إلى القدس، وطالبوا بضرورة قيام جبهة سياسية ثقافية موحدة في وجه هذا القرار الذي وصفوه ب«المستفز».يكشف هذا التحقيق أيضاً عن القتال المرير على أرض السلام ،ويؤكد أن أهم ورقة اليوم هي رفض التطبيع مع «إسرائيل»، وان القضية الفلسطينية يحرسها الشهداء أكثر مما يحرسها الأحياء.يقول د. علاء عبد الهادي رئيس اتحاد كتّاب مصر: إن قرار نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، ليس وليد اللحظة، إنما هو تأكيد للنهج السياسي في البيت الأبيض القائم، والقرار يشير إلى ثلاث نقاط يجب أن يفهمها العرب، أولا: سقوط المفاوض الأمريكي بصفته شريكاً عادلاً في أية مفاوضات قائمة، ثانياً: المشكلة الفلسطينية مشكلة إنسانية تتجاوز المقدس، بمعنى أن حصر المشكلة في القدس الشرقية هو إجحاف في حق الفلسطيني البطل الذي إلى الآن يأكل الجمر للمحافظة على القضية في عقول ووجدان العرب، ثالثاً: يجب أن نصل إلى نوع من التوافق، كيف يمكن أن تتوافق مع حكومة يمين (صقور) تقتل كل يوم حلماً عربياً بأن ترجع الحقوق إلى أهلها، حق العودة، حق قيام دولة فلسطينية مستقلة، إن ترامب أفصح عمّا تنتهجه السياسة الأمريكية بشكل صارخ وفاضح.وفي ما يتعلق بنقل السفارة، شدّد عبد الهادي: «لست مهتماً بنقل السفارة إلّا بصفتها تعبيراً فاضحاً عن رؤية أمريكية مستقرة، والرئيس السابق أوباما ربما يكون قد خشي الأمر، ولكن الكونجرس منذ بداية الاحتلال في العام 1948 إلى الآن هو مع اليهود، وفي وجهة نظري الكفاح المستمر من هجرات نبوخذ نصر، ودياسبورا، والشتات، ليس مفروضاً على العرب أن يحلّوا القضية في خمسين عاماً، المهم أن لا تتنازل عن حقك، المهم أن لا تعطي عدوّك سلاحك، وأهم سلاح في هذه الفترة، رفض التطبيع مع «إسرائيل»، لأنه الورقة الأهم».وعند سؤاله حول احتمالية دخول دول على نفس النسق الأمريكي في نقل سفاراتها إلى القدس، أجاب عبد الهادي: «هذا ظهر من البداية حتى من جانب بعض الدول التي صوتت في مصلحة القرار، نعم أتوقع ذلك، وخصوصاً في ظل الضعف السياسي العربي، وهذه السماحة غير المعهودة في الخمس سنوات السابقات بخصوص أن هنالك مصالح، ويمكن التفاوض والرجوع، ولكن الكل يعلم أن هذه المفاوضات هي لتقديم تنازلات من الحق العربي للباطل الاسرائيلي».وأشار عبدالهادي في حديثه حول الانقسام الفلسطيني، ومدى استفادة ترامب من التشظي الفلسطيني بين غزة ورام الله، وقال إن الرئيس الأمريكي قد استفاد من الانقسام، ومشكلة القضية الفلسطينية ليست للفلسطينيين، بل، غدت قضية عربية في مقامها الأول، ويجب أن يستمر كل عربي في رفع هذه القضية، وليس بصفتها قضية عربية فحسب، بل، بوصفها قضية إنسانية.

جبهتان لمواجهة القرار

وقال الروائي والناشط السياسي الأردني هاشم غرايبة: «سياسياً ثمة موازين قوى مختلة بشكل كبير لصالح معسكر ترامب على الأرض الفلسطينية، لكن هذا الاختلال يعادله معادل تاريخي، وإنساني، وحضاري، ولاحظ أنني لا أتحدث عن معادل ديني محض.. هذا فعل ضد الإنسانية، شعب بمدينته ووطنه، يجري قلب هويته وتزوير تاريخه ليقول لنا «هذه مدينتنا».وأضاف غرايبة: «من قال إن التوراة لليهود، هي أسفار المنطقة كلها، هي جزء من تراثنا، من قال إن وجد في يوم ما يهودي على هذه الأرض فإنه عبري أو صهيوني.. اليهودي ليس صهيونياً بالضرورة، إنما هي أجيال مرت على هذه الأرض، ثمة قبائل عربية كانت تدين باليهودية، وهذا لا يعني أن فلسطين ممكن أن تكون لعبة في يد ترامب الأمريكي، فما علاقته بالقدس وفلسطين، بحضارة عميقة في هذا الشرق الأوسط الذي تكالبت عليه صراعات الدول من كل جانب».وحول كيفية مجابهة القرار سياسياً، أجاب غرايبة: «لدينا جبهتان، جبهة تؤمن بفلسطين عربية، وحقها في النضال، والمقاومة من أجل النصر، وجبهة تتعايش مع اللحظة الراهنة والخضوع لها، وأنا منحاز تماماً للمقاومة والتحرير، وأن يعيش الناس بسلامٍ ومحبة وديمقراطية دون الهيمنة الغربية، والاستعمارية، ولا يمكن أن ينجح هذا إلّا بالمقاومة الذي يقودها العرب الفلسطينيون، وبكل من يؤيد المقاومة والتصدي والصمود».

النضال الفلسطيني

وأشار غرايبة إلى أن نضال الفسطيني مكنون داخلي لا ينضب، قد يتمحور أحياناً بشكل قومي، قد يأخذ شكلاً دينياً، أو شكل «الوحدنة»، وشكلاً علمانياً، ولكن دائما النضال الفلسطيني كان حاضراً، مؤكداً أن القضية والأرض يحرسها عبر التاريخ الشهداء وليس الأحياء، وقد يكون هذا الأمر محزناً، لكن الشعب القادر على تقديم الشهداء منذ ما قبل 48 إلى آخر شهيد في مظاهرة يتصدى فيها مقابل السلاح بالصوت فقط، ولا بد من وجهة نظري الشخصية وقراءتي أن موازين القوى بالتأكيد ستتغير، وفي يوم قريب ستتغير، وتجد القضية متنفسها، وتأخذ على الأقل جزءاً من تاريخها الفلسطيني».

تعزيز حضور المقدسيين

ويقول السياسي والكاتب الفلسطيني محمود شقير: إن نقل السفارة الأمريكية إلى القدس هو بمثابة قرار أحمق، «لأنه مخالف للقوانين الدولية، التي تعتبر القدس أرضاً محتلة»، متابعاً «هذا النقل يعني أنه لا يوجد أية فرصة في تسوية سياسية في الصراع الفلسطيني «الإسرائيلي»، والعربي «الإسرائيلي»»، مشيراً إلى أن القرار يشجع غلاة المتطرفين اليهود من أجل ليس فقط تهويد القدس واحتلالها، بل، احتلال باقي فلسطين التي لم يعلنوا عنها، موضحاً أن هذا الأمر يولد شرارة جديدة وصراعاً جديداً قد يأخذ طابعاً دينياً، ولا يمكن أن يمر هكذا قرار على الفلسطينيين، ولا على العرب والمسلمين في العالم.وحول كيفية مواجهة القرار، قال شقير: «يتطلب منا أولاً ومن السلطة ثانياً، أن تقوم بتعزيز حضور المقدسيين في مدينتهم، فمن دون البشر تظل المدينة عرضة للتهويد، لكن عندما تكون هناك كثافة بشرية مقدسية، إسلامية، مسيحية في داخل المدينة، فهذا سيصعب على المحتلين إجراءاتهم التهويدية، ويجعل القدس عصية عليهم». وأضاف: «على العرب والمسلمين، أن يدعموا القضية الفلسطينية والمقدسيين سياسياً ومادياً ومعنوياً، إن وضع استراتيجية متعددة الابعاد قادرة مع الزمن على إحباط كل مشاريع المحتلين وإسقاط قرارات الإدارة الأمريكية، لكن لا بد من العمل، لا يكفي شعارات وبيانات وإعلان النوايا، لا بد من خطوات تكتيكية من أجل الحفاظ على هذه المدينة فلسطينية عربية».وقال إن التشرذم الفلسطيني يسهم في إضعاف الجبهة المناهضة للقرارات الامريكية، وإضعاف المجابهة للمحتلين «الإسرائيليين»، فلا بد من موقف موحد وإنهاء الانقسام بين الضفة والقطاع، بين فتح وحماس،ولابد من وضع استراتيجية موحدة شاملة من أجل مواجهة هذه الأخطار التي تتربص بالشعب الفلسطيني، معتقداً أن الصمود والمواجهة حتى بأساليب الشعب السلمي كفيلة بإسقاط القرار.وحول ما تعنيه عملية نقل السفارة إلى القدس، قال شقير: «هذا يعطي مؤشراً لغلاة اليهود سيجعل حكام اسرائيل اكثر تمادياً، على حقوق فلسطين الوطنية، وعلى الحق التاريخي لفلسطين باعتبارها مدينة يبوسية كنعانية عربية منذ آلاف السنين، وهذا سيجعل باطلهم أقوى في تبرير وجهة نظرهم، من هنا تأتي رمزية نقل السفارة، لكن حين نقف وقفة واحدة، أعتقد لن يكون من السهل على ««إسرائيل»» التمادي في نهب الحق الفلسطيني».وتابع: القدس ستظل عربية، وفي الاحصاءات الاخيرة، نقرأ أن 400 ألف مواطن فلسطيني في القدس وهؤلاء ليس من السهل إقصاؤهم، على الرغم من الضغوط التي تمارس عليهم من ضرائب وهدم للبيوت والاعتقالات، مع ذلك صامدون وهذا يشكل علامة إيجابية.

أوراق التفرقة الفلسطينية

أما الكاتب الأردني محمود الضمور رئيس رابطة الكتّاب الأردنيين، فيقول عن نقل السفارة:قرار الإدارة الأمريكية بنقل السفارة لم يكن قراراً جديداً، هو قرار قديم، ولكن جمدته الإدارات السابقة لمزيد من التضليل، لقد كشفت الولايات المتحدة عن انحيازها التام من خلال القرار إلى «إسرائيل»، وأرادت أن تقطع الشك باليقين بأنها حليفة استراتيجية للاحتلال فقررت نقل السفارة.وحول تداعيات نقل السفارة، قال الضمور: «إن هذا القرار سيكون له تداعيات خطيرة، أولاً في ما يتعلق بأن دولاً تسير في الركب الأمريكي، حيث تقوم بالدور نفسه، وتنقل سفاراتها إلى القدس، وبالتالي تلغي عملياً القرارات الشرعية الدولية من أن ضم القدس لإسرائيل بعد العام 1967 هو قرار باطل ومجحف بحق الفلسطينيين، وستكون هناك تداعيات أيضاً من دول غربية لها تأثير في السياسة الدولية إذا ما استتب الأمر، ووجدوا أن ما قامت به أمريكا قد نجح دون مقاومة».

العدو يلعب على أوراق التفرقة

«إن مقاومة هذا القرار يقتضي توحيد الصف الفلسطيني، لأن العدو يلعب على أوراق التفرقة الفلسطينية القائمة، وتوحيد الموقف الشعبي العربي الفلسطيني، التي غابت فلسطين عن خريطته ومفرداته، التي ترتكب في العراق وسوريا، لذلك يجب أن تعود القضية الفلسطينية إلى سابق عهدها، لأن الجوهر الحقيقي في النضال في الصراع العربي مع الاحتلال هي القضية الفلسطينية، والقدس هي جوهر الصراع ودرته» هذا ما أكده محمود الضمور رئيس رابطة الكتاب الأردنيين وقال: إن ذلك يقتضي توحيد الجهود العربية، وأن ندفع الدول العربية إلى التراجع عن انكفائها عن القضية، أو الايحاء بأن نهج التسوية هو النهج الناجح، لكن علينا التنبه إلى أن القضية لا تحل بالهدن ولا التسويات، ولا كامب ديفيد، ولا وادي عربة، بل، تحل بالتنظيم والإرادة الشعبية، وبمقاومة الاحتلال لمواجهة هذا الخصم، وعلينا أن نتوجه إلى العالم أجمع، إلى المنظمات الدولية والدول الصديقة التي يجب أن تساند النضال العربي الفلسطيني لكي نستطيع أن نواجه هذه المؤامرة، لأن حجمها كبير.

نقل السفارة للقدس.. مواجهة بين الحق والباطل

تتواصل التحضيرات والاستعدادات الفلسطينية؛ للرد على قرار الإدارة الأمريكية المزمع تنفيذه غداً أوبعد غد، والقاضي بنقل السفارة الأمريكية للقدس المحتلة في ذكرى نكبة الفلسطينيين وما يُسمى باستقلال إسرائيل، ما يضع الجانبين الفلسطيني و«الإسرائيلي» على عتبة مواجهة سياسية ودبلوماسية وميدانية جديدة.وتعكف القيادة الفلسطينية إلى جانب ممثلي الفصائل والأحزاب على بلورة خطة؛ لمواجهة هذا القرار والسعي إلى منع تنفيذه ؛ حيث كشفت مصادر فلسطينية في القدس المحتلة، عن عزم القوى الوطنية والإسلامية تنظيم مسيرات شعبية في شوارع القدس المحتلة؛ احتجاجاً على هذا القرار، في وقت تعتزم فيه الجماعات اليهودية المتطرفة تنفيذ موجة جديدة من اقتحامات المسجد الأقصى، وتنظيم ما يشبه الاحتفالات اليهودية؛ بتنفيذ هذا القرار الأمريكي، ما يعني أن القدس ستكون أمام فتيل مواجهة شعبية بين الفلسطينيين والمستوطنين، الأمر الذي يجعل قوات الاحتلال «الإسرائيلي» في حالة استنفار قصوى.تفاصيل المواجهة المنتظرة بين الفلسطينيين و«الإسرائيليين» لا تتوقف عند المستوى الميداني؛ بل تمتد إلى مستويات التحركات السياسية والدبلوماسية على صعيد المؤسسات والبعثات والسفارات الأجنبية؛ حيث عمدت الخارجية الفلسطينية وأغلبية القادة الفلسطينيين للتحرك على أكثر من مسار في هذا الإطار؛ من أجل إفشال القرار الأمريكي بنقل سفارتهم للقدس المحتلة؛ باعتباره قراراً أحادي الجانب، كما أنه مخالف للقانون الدولي، ويشكل دعماً وانحيازاً أمريكياً لدولة الاحتلال.وفي الوقت الذي دعا فيه أمين سر اللجنة التنفيذية ل (منظمة التحرير الفلسطينية)، د.صائب عريقات، دول العالم لمقاطعة افتتاح السفارة الأمريكية في القدس؛ من خلال إرساله مجموعة رسائل متطابقة إلى الدبلوماسيين الدوليين في فلسطين، أعلن عضو اللجنة التنفيذية للمنظمة، أحمد مجدلاني، عزم القيادة الفلسطينية تفعيل أمانة القدس الكبرى في إطار الرد الفلسطيني على القرار الأمريكي بنقل السفارة إلى القدس المحتلة.وفي هذا الإطار أكد أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية د.صائب عريقات، أن الاعتراف الأمريكي بالقدس كعاصمة ل«إسرائيل» ليس مجرد انتهاك لقرار مجلس الأمن 478، والتزامات الولايات المتحدة بموجب القانون الدولي والتزاماتها تجاه العملية السياسية، لكنه يتماشى مع الاستراتيجية «الإسرائيلية»؛ لتطبيع الاحتلال وإنهاء آفاق سلام عادل ودائم يقوم على أساس «حل الدولتين» على حدود عام 1967. وأن المشاركة في الافتتاح يعد اعترافاً بهذه الخطوة الأحادية وغير القانونية.وطالب عريقات المجتمع الدولي من خلال ممثليهم بمقاطعة مراسم الافتتاح المقبلة، وتابع: «لقد أعلنت كل من جواتيمالا وباراغواي أنهما ستلحقان بإدارة ترامب في انتهاك القانون الدولي عن طريق نقل سفارتيهما إلى القدس في 14 و 16 مايو الجاري ، وندعو المجتمع الدولي، بما في ذلك جميع أعضاء السلك الدبلوماسي والمجتمع المدني والسلطات الدينية إلى مقاطعة مراسم الافتتاح، التي من شأنها أن تظهر التزاماً راسخاً من المجتمع الدولي بمبادئ القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة. وندعوكم لنقل هذه الرسالة إلى عواصمكم».

تفعيل أمانة القدس

كما دعا عريقات الدول إلى اتخاذ إجراءات ملموسة؛ لدعم القانون الدولي ومتطلبات السلام العادل والدائم، بما في ذلك الاعتراف بدولة فلسطين على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، واتخاذ المزيد من الإجراءات؛ لمحاسبة «إسرائيل» على انتهاكاتها للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة، وأضاف: «مع استمرار حكومة الاحتلال المتطرفة تلقي الحوافز والحصانة من إدارة ترامب لإدامة سياسات الاحتلال والاستعمار والتمييز العنصري فإن البيانات التي تعيد التأكيد على دعم «حل الدولتين» غير كافية إذا لم يتم اتخاذ إجراءات على الأرض ضد الاحتلال «الإسرائيلي» وأهدافه المتمثلة باستدامة الإنكار الممنهج لحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف وفرض نظام الفصل العنصري».من جانبه كشف عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير أحمد مجدلاني، النقاب عن أن قيادة السلطة الفلسطينية بصدد إعادة تفعيل «أمانة القدس» وهي أول مجلس بلدي منتخب للمدينة تم تشكيله عام 1963 وحلّته «إسرائيل» بعد احتلالها بالكامل عام 1967.وقال مجدلاني في تصريحات صحفية، إن «تفعيل أمانة القدس يأتي ضمن خطوات فلسطينية؛ للرد على نقل السفارة الأمريكية لدى «إسرائيل» من «تل أبيب» إلى القدس»، مشيراً إلى أن هذه الخطوة تأتي في «تفعيل أمانة القدس» وتكريس بأن المدينة عاصمة لدولة فلسطين، وتحمل مدلولات سياسية؛ تؤكد حق الشعب الفلسطيني بممارسة سيادته على كافة أراضيه المحتلة وفي مقدمتها القدس المحتلة.وقال مجدلاني: إن «قيادة السلطة بصدد اتخاذ خطوات أخرى؛ للرد على نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، بينها إحالة ملفات للمحكمة الجنائية الدولية والانضمام لمزيد من المنظمات الدولية».وتشكلت أمانة القدس عام 1963 برئاسة أمينها روحي الخطيب، الذي سبق أن عيّنته الحكومة الأردنية في منصب رئيس مجلس المدينة عام 1959 قبل أن تتحول إلى أمانة. واستمرت الأمانة في عملها حتى احتلال «إسرائيل» الجزء الشرقي من مدينة القدس في حرب عام 1967.وفي أعقاب ذلك أصدرت «إسرائيل» أمراً بحل أمانة القدس وضم أملاكها ومحتوياتها إلى البلدية «الإسرائيلية» في المدينة، وتحويل موظفيها إلى مستخدمين مؤقتين لديها، وعقب ذلك انتقل عمل أمانة القدس إلى العاصمة الأردنية عمّان.فعاليات القدسوقال المنسق العام للجنة محمد عليان خلال مؤتمر صحفي عقد بمدينة رام الله، أمس، إن فعاليات هذا العام سيتم توجيهها نحو القدس؛ لما تتعرض له من اعتداءات وانتهاكات وقرارات عنصرية بحقها، مشيراً إلى أن التوجه العام هو بالنفير عند أقرب المناطق المحاذية لمدينة القدس، كما أن هناك مقترحات لإغلاق المحال التجارية، وإعلان الإضراب الجزئي غداة نقل السفارة.وأوضح أنه سيتم تزويد اللجان والمؤسسات بالمواد الإعلامية اللازمة؛ لإحياء الذكرى 70 للنكبة مثل البوسترات، واليافطات، والجداريات، والأعلام الفلسطينية، والرايات السوداء، والموازنات الكفيلة بتلبية الاحتياجات الضرورية المتبقية لإنجاح البرامج.وتابع عليان: سيكون هناك تعليق للدوام في الوزارات والدوائر الحكومية، اعتباراً من الساعة الحادية عشرة صباحاً يوم الاثنين في الرابع عشر من الشهر الجاري».وأردف: «هناك تعليمات صدرت إلى السفارات الفلسطينية بمختلف دول العالم؛ لإحياء ذكرى النكبة، كما ستركز خطب الجمعة عن هذا الموضوع، وهناك اتفاق مع وزارة التربية والتعليم بتخصيص حصص مدرسية للحديث عن النكبة واللاجئين، وهو نفس الاتفاق مع إدارة الجامعات».وتتضمن الفعاليات مسيرة ومهرجاناً مركزياً في مدينة رام الله، يوم الاثنين الموافق 14 مايو/‏‏أيار؛ حيث ستنطلق المسيرة من ميدان الرئيس الراحل الشهيد ياسر عرفات الساعة 11.30 صباحاً، كما تقرر أن تنظم مسيرات المشاعل مساء يوم الثلاثاء 5/‏‏15 في معظم المناطق، وأن يكون يوم الجمعة يوماً للمقاومة الشعبية في كثر من موقع من مواقع التماس مع الاحتلال «الإسرائيلي».من جانبه، قال سكرتير اللجنة الوطنية عمر عساف: «إن فعاليات النكبة توحد شعبنا الفلسطيني في كافة أماكن تواجده، كما توحد كافة القوى والفصائل الفلسطينية».وتابع: الذكرى يجب أن تنقل الشعب الفلسطيني من مرحلة المخاض إلى تجديد الفعل الشعبي والانتفاض في وجه الاحتلال «الإسرائيلي».وأوضح عساف، أن برنامج النكبة يتيح المجال لمشاركة كل أطياف الشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجده.من ناحيته، حذر عضو اللجنة الوطنية للدفاع عن حق العودة محمد أبو الخير من أن هناك قرارات بشطب حق العودة من خلال تقليص المساعدات إلى وكالة «الأونروا».وجدد أبو الخير المطالب بمشاركة جميع الشعب الفلسطيني بالفعاليات؛ من أجل تعزيز صموده ووحدته، منوهاً إلى أن الفعاليات ستمتد على مدار العام الجاري.

#فلسطيني_يعني

منذ أيام.. تم الإعلان عن حملة #فلسطيني_يعني.. وذلك بمناسبة الذكرى ال٧٠ لنكبة الشعب الفلسطيني، وما تسببت به هذه النكبة وما بعدها من حالة تشرذم يعيشها الشعب الفلسطيني بين الداخل المحتل، والضفة الغربية، وقطاع غزة، إضافة إلى الفلسطينيين المغتربين، وكما يؤكد محمد أبو الخير عضو اللجنة الوطنية للدفاع عن حق العودة، فإن حملة #فلسطيني_يعني #Palestinian_Ya3ni تدعوكم للمشاركة في عاصفة تغريدات ونشرات حول معنى الهوية الفلسطينية؛ باستخدام النصوص، الفيديوهات، التصميمات والصور.

«المسيرات الفلسطينية».. حائط مقاومة يعيد الروح للقضية

تحقيق: رائد لافي

في الوقت الذي تمر فيه القضية الفلسطينية بمرحلة هي «الأخطر» منذ النكبة وضياع فلسطين في العام 1948، وفي ظل الحديث عن «مشاريع تسوية تصفوية»، نجحت «مسيرات العودة الكبرى»، وفقاً لسياسيين ومراقبين، في إعادة تصويب البوصلة، وإعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية على المستوى الدولي، وفي القلب منها «قضية اللاجئين» وحقهم في العودة إلى مدنهم وقراهم التي هُجروا منها قسرًا إبان النكبة التي يمر عليها غداً سبعون عاماً في منتصف الشهر الجاري.يرى سياسيون ومراقبون أن «مسيرات العودة» أعادت قضية فلسطين، وأساسها «حق العودة» إلى المشهد من جديد، وأغلقت الأبواب في وجه مشاريع سياسية تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية، وقد بدت ملامح هذه المشاريع بإعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة ل «إسرائيل» ونقل سفارة بلاده إليها في ذكرى النكبة.إعادة الاعتبار للقضية وأكد عضو اللجنة الوطنية العليا لمسيرات العودة طلال أبو ظريفة، أن الفعاليات السلمية لمسيرات العودة أعادت للقضية الوطنية موقعها على الأجندة الدولية، وهذا ما أثبتته مواقف كثير من الدول، وخصوصاً في الاتحاد الأوروبي، بأن هذا الحراك السلمي حق مشروع، وإدانتها لاستخدام «إسرائيل» القوة المفرطة والمميتة ضد العزل على الحدود الشرقية لقطاع غزة.وقال إن مسيرات العودة حملت رسالة مهمة إلى المجتمع الدولي بوجوب الوقوف عند مسؤولياته، لأنه ما زال متهما بالعجز، وأحياناً بالتواطؤ، في تنفيذ القرارات الدولية المساندة للقضية الفلسطينية، التي تعتبر أعدل قضية على وجه الأرض، والفلسطينيون آخر شعوب المعمورة الذين يعانون من احتلال عنصري وإحلالي، اقتلع شعباً بكامله من أرضه ليقيم دولته الظالمة على أنقاض المدن والقوى الفلسطينية التي دمرها وشرد أهلها الأصليين، وقد وجهت مسيرات العودة لهذا الاحتلال رسالة مهمة بأن الشعب الفلسطيني هو من يحدد وجهته جيدا باتجاه مصدر تهديده ومعاناته ومغتصب أرضه، وأنه متمسك بانتزاع حقوقه والعيش بحرية وكرامة.

الأجندة السياسية الدولية

واتفق رئيس «مركز رؤية للدراسات السياسية والاستراتيجية» في غزة مصطفى زقوت، مع أبو ظريفة، في أن مسيرات العودة أعادت القضية الفلسطينية، وعلى رأسها قضية اللاجئين، إلى أجندة السياسة الدولية والإقليمية، وحشد التأييد للحقوق الفلسطينية المشروعة، وذلك بعد سنوات من غيابها عن المشهد، نتيجة التغيرات والصراعات الدائرة في بعض دول الإقليم.ورأى أن مسيرات العودة والمشاركة الواسعة من أطياف المجتمع في فعالياتها السلمية، بعثت بثلاث رسائل مهمة، وهي: لا للاحتلال والحصار، لا للانقسام والخلاف الداخلي، ولا لكل الاتفاقيات والمؤامرات الهادفة لتصفية القضية الوطنية.وأكد زقوت أهمية الحفاظ على سلمية وجماهيرية فعاليات مسيرات العودة الكبرى، بعيداً عن الحزبية والتدخل المباشر للفصائل، المطلوب منها تركيز جهدها في تعزيز هذا الجهد الشعبي من خلال العمل الجاد على إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية.

إفشال مشاريع التصفية

ويقول الكاتب والمحلل السياسي محمد المدهون إن مسيرات العودة الكبرى عنوانها الأبرز هو أنه «لا صوت يعلو فوق صوت الشعب الفلسطيني»، وقد جاءت لتقف في وجه مشروع تصفية القضية الفلسطينية عبر صفقة القرن، التي تزيل القدس عن طاولة التفاوض، وتضم معظم الضفة الغربية إلى «إسرائيل»، وسعياً لتصفية وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) كخطوة أولى في تفكيك قضية اللاجئين وشطب حق العودة، عبر تنفيذ مشاريع توطين للاجئين في دول عربية، وإقامة دولة فلسطينية بدون القدس ولا لحق العودة.وبرأي المدهون فإن مسيرات العودة وفعالياتها السلمية، أعادت الاعتبار للقضية الفلسطينية في عمقها الشعبي، وفرض معادلة متجددة للصراع على قواعد الالتحام الشعبي الوحدوي، وتوسيع دوائر الاشتباك في ساحات جديدة بأدوات محفزة، لتضع «إسرائيل» في قفص الاتهام وحيداً باعتبارها المسؤولة المباشرة عن الاحتلال والحصار واللجوء، ومن هنا فإن الحرص على دوام السلمية والحراك الشعبي مهم جداً لما يمثله من حالة احتشاد نوعي مربك للاحتلال، عبر اعتصام دائم وفعاليات مجتمعية منتظمة وسلمية، إضافة إلى حراك دبلوماسي سياسي مصاحب للغة قانونية إنسانية تبرز المظلومية، عبر تغيير الصورة الذهنية عن غزة لصالح ترسيخ حق الشعب الفلسطيني إنسانياً وأخلاقياً في العودة وتقرير المصير.

إحياء قضية فلسطين

وقال المدهون إن مسيرات العودة نجحت في زمن قياسي في إعادة القضية الفلسطينية إلى الأجندة الدولية ممثلة في طاولة مجلس الأمن، والفضاء الإعلامي الدولي، وأحرجت «إسرائيل» مجدداً بسلوكها اللاإنساني، وأعادت الحصار الظالم على غزة إلى قلب الأحداث.ويقول مدير المركز الفلسطيني لأبحاث السياسات والدراسات الاستراتيجية في غزة صلاح عبد العاطي، إن مسيرات العودة وما يصاحبها من حراك شعبي سلمي جاءت في الوقت الذي كان فيه كثيرون يعتقدون بإمكانية تمرير تسوية تفرضها الإدارة الأمريكية، وتصفي من خلالها القضية الفلسطينية، عبر إلغاء ثابتين أساسيين وهما: القدس وحق عودة اللاجئين.وأكد عبد العاطي أن هذه المسيرات ستعيد القضية لمركزيتها، بأن جوهر الصراع مع الاحتلال «الإسرائيلي» هو قضية اللاجئين والأرض الفلسطينية، وستلفت نظر العالم إلى معاناة الشعب الفلسطيني.ويتفق أستاذ التاريخ الدكتور نادر أبو شرخ مع من سبقوه في أهمية مسيرات العودة لجهة إعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية, وقال: لقد أكدت مسيرات العودة السلمية للمجتمع الدولي العاجز عن تطبيق أي من القرارات الدولية وعلى رأسها قرار عودة اللاجئين رقم (194)، أن الشعب الفلسطيني هو من ينتزع حقوقه بنفسه وبوسائله المتعددة، ومنها الاعتصام والتحرك السلمي والتدفق بمئات الآلاف للعودة إلى وطنه ودياره التي هجر منه قسراً إبان النكبة في العام 1948.ويعتقد أبو شرخ أن المد الثوري الناجم عن فعاليات مسيرات العودة سيساهم في حال استمراره وتصاعده واتساعه ليشمل جبهات أخرى أهمها الضفة الغربية؛ في إجبار القوى الكبرى على إيجاد حلول عادلة للقضية الفلسطينية، ورفع الحصار الظالم عن غزة.


إلى من يهمه الأمر

المستشار حافظ طهبوب

أولاً: مدينة القدس وضواحيها بما فيها القرى المجاورة والملاصقة لها هي وقف إسلامي بموجب وقفيات رسمية مسجلة في سجلات المحاكم الشرعية بالقدس، ولا يجوز بحال من الأحوال إلغاء هذه الوقفيات أو تعديلها أو مصادرتها، وكانت هذه الأراضي (تحكر) أي تؤجر إلى ساكنيها أو إلى من يعمرها وتبقى رقبة الأرض ملكاً للأوقاف الإسلامية تستوفي منها (الحكر) وبقيت هذه الأوضاع حتى نهاية الحكم البريطاني سنة 1948كما كان جزء من أراضي القدس يتبع الكنيسة العربية الأرثوذكسية.ثانياً: بعيداً عن الادعاءات التاريخية حاولت الصهيونية أن تضع يدها على أجزاء من مدينة القدس طوال مدة تزيد على المئة سنة وكانت النتيجة أنه في نهاية الانتداب سنة 1948لم تستطع أن تملك الصهيونية أكثر من 5٪ (خمسة في المئة) من أراضي بلدية القدس دار السور وخارجه حسب بيانات دائرة الأراضي الفلسطينية وحسب الأرشيف البريطاني لأراضي القدس وكذلك تقديرات لجنة التوفيق الدولية يراجع كتاب سامي هداوي (أراضي القدس) وهو رئيس دائرة المساحة لأراضي القدس حتى نهاية الانتداب كذلك كتاب القدس سنة 1948لمؤلفه السيد/ سليم تماري والتي أجمعت جميعها على أن اليهود لم يكونوا يملكون أكثر من 5٪ من أراضي القدس عند احتلالها من قبل القوات «الإسرائيلية» سنة 1948.ثالثاً: إن ما يسمى بحارة اليهود في القدس القديمة كانت عبارة عن أملاك تعود لعائلات القدس العربية مثل الخالدي، وأبو سعود، الفتياني، والدجاني، وقطينة وقد جرى تأجيرها لليهود المتدينين لقربها من حائط المبكى (البراق) ولم يزد عدد سكانها على ألفي نسمة سنة 1948(راجع مذكرات عبدالله التل ويوميات عارف العارف) بمن فيهم الشيوخ والأطفال والنساء.رابعاً: مما يؤكد ما ورد أعلاه أن اليهود قد تقدموا بعريضة إلى دائرة الأوقاف الإسلامية (مسجلة في سجل الأوقاف) يطالبون فيها بتأجيرهم قطعة أرض لدفن موتاهم وقد وافقت دائرة الأوقاف على ذلك وجرى تحكيرهم المقبرة الموجودة الآن بين ضاحية سلوان وضاحية الطور بالقدس فهي أيضاً وقف إسلامي.خامساً: إن القوانين التي أصدرتها «إسرائيل» بمصادرة أراضٍ وأملاك القدس العربية هي قوانين باطلة لعدة أسباب أهمها:أ- أن القدس بموجب قرارات الأمم المتحدة لا تتبع لدولة «إسرائيل»؛ ولذلك فإن كافة القوانين «الإسرائيلية» المتعلقة بالقدس تعتبر لاغية وباطلة ومخالفة لقرارات الأمم المتحدة.ب لأن أملاك الأوقاف الإسلامية لا تباع ولا تشترى حسب الشريعة الإسلامية وملكية الأرض ورقبتها تعود دائماً للأوقاف الإسلامية.ج - لأن الاستيلاء على الأرض بالقوة لا يمنح المعتدي حقاً حسب القانون الدولي وحسب اتفاقية جنيف الرابعة.سادساً: ليس من صلاحيات دولة أجنبية أن تتدخل في شؤون دولة أخرى فتعترف لها بتبعية أرض أو مدينة إلى جهة أخرى لا تملكها، وهذا الاعتراف باطل من أساسه سواء بالنسبة للقانون الدولي وسواء عن طريق رئيسها أو عن طريق الكونجرس لمخالفتها قرارات مجلس الأمن وهيئة الأمم المتحدة عدا عن الحق والقانون.ولكل ذلك فإن الاعتراف بالقدس عاصمة لدولة لم تعرف حدودها بعد يعتبر باطلاً ولا قيمة له.سابعاً: عندما أرادت أمريكا قبل سنوات بناء سفارة بالقدس على أراضٍ في موقع البقعة الفوقا اعترض عدد من ملاكي هذه الأرض الموقوفة وقفاً ذرياً على عائلات القدس الذين يحملون الجنسية الأمريكية على ذلك القرار ومنهم عائلات الخالدي وأبو سعود والترجمان والفتياني وقدموا مذكرات إلى الحكومة الأمريكية والكونجرس الأمريكي وأرفقوها بوثائقهم ومستنداتهم فتراجعت الحكومة الأمريكية عن ذلك.المؤرخ والباحث في الشأن الفلسطيني نواف الزرو

لا شرعية أخلاقية وقانونية ودولية لنقل السفارة للقدس

المؤرخ والباحث في الشأن الفلسطيني نواف الزرو:

[/p]
[p]وتحقيق: يوسف أبولوز

منذ أربعين عاماً والباحث في الشأن الفلسطيني والمقدسي نواف الزرو يحاضر في التاريخ والأثر والجغرافية والذاكرة مستنداً في عمله الوطني والثقافي هذا على الوثيقة والمعلومة والخريطة وبرهان الأرض وروح المكان.في اللقاء مع نواف الزرو الذي يشكل بمفرده «مؤسسة» بحثية فلسطينية يؤكد أن قرار ترامب نقل السفارة الأمريكية إلى القدس لا يحظى بأية شرعية قانونية أو أممية أو أخلاقية، ويكشف صاحب الموسوعة الفلسطينية المؤلفة من أجزاء عدة أن الاحتلال «الإسرائيلي» أقام 120 كنيساً يهودياً داخل أسوار القدس القديمة، ويوضح للقارئ كارثية زرع المستوطنات في فلسطين التي بليت بوعدين.. وعد بلفور، ووعد ترامب.

* تعمل في الشأن الفلسطيني إعلامياً وباحثاً وسياسياً منذ حوالي أربعين عاماً، هل ترى أن هذا الشأن بكونه مطلباً وطنياً موجود في آليات الإعلام العربي والفلسطيني؟

كانت فلسطين البوصلة، وستبقى كذلك، لقد احتلت مكانتها الطبيعية في الوعي والوجدان العربي على مدى سنوات وعقود الصراع مع المشروع الصهيوني، وكانت حاضرة دائماً في الإعلام العربي الذي تعاطى معها باعتبارها قضية العرب الأولى، وإن كانت تراجعت نسبياً في السنوات السبع الأخيرة في الإعلام العربي بفعل الحروب الأهلية والمشاكل والصراعات العربية العربية، والانشغالات الرسمية والشعبية العربية بهذه الحروب، إلا أنها أخذت تعود في الآونة الأخيرة لتحتل مكانتها السابقة في الإعلام الفلسطيني والعربي، فهذا الصمود العربي الفلسطيني الأسطوري في وجه الاحتلال الصهيوني يعيدها دائماً إلى مكانتها الطبيعية على قمة جدول الأعمال الفلسطيني والعربي والدولي، ولعل ظاهرة عهد التميمي وأطفال فلسطين -أيقونات الكفاح الشعبي الفلسطيني- أبلغ شهادة على قدرة العربي الفلسطيني على العودة إلى جدول الأعمال، وإن كانت القضية تشهد بين فترة وأخرى حالة جزر في الإعلام، إلا أنها سرعان ما تعود لتشهد حالة مد متجددة، وكما قال الراحل محمود درويش: «كلما خيل لنا أن صورة فلسطين انتقلت من مكانتها المقدسة إلى سياق العادي، فاجأتنا بقدرتها الفذة على إيقاظ معناها الخالد ببعديه الزمني والروحي من سبات تاريخي عابر».

حكاية نقل السفارات

* المبتدأ القدس، والخبر القدس، سوف تنقل السفارة الأمريكية إلى مدينة القدس والأقصى، ويترتب على ذلك «نقولات» سفارية أخرى إلى المدينة، ماذا تقول؟

أود أن أوضح أولاً أن اعتراف الرئيس ترامب ب«القدس عاصمة أبدية لإسرائيل» لا يحظى بأية شرعية أممية أو قانونية أو أخلاقية، وإنما شرعيته هي شرعية القوة الأمريكية، ولذلك ستبقى المدينة المقدسة مدينة تحت الاحتلال رغم قرار ترامب وسياسات الأمر الواقع «الإسرائيلية» الأمريكية، وبالنسبة لنقل السفارات فحسب المعطيات، فإن الولايات المتحدة فقط هي التي ستنقل سفارتها في الذكرى السبعين للنكبة، وهناك حديث إعلامي وتسريبات «إسرائيلية» حول نية بعض الدول الأخرى نقل سفاراتها أسوة بالإدارة الأمريكية أو بضغط أمريكي «إسرائيلي»، وقد أعلنت غواتيمالا عن نيتها نقل سفارتها إلى القدس، وقد أشارت وكالات الأنباء ووسائل الإعلام «الإسرائيلية» إلى أن «إسرائيل» تستميل 10 دول لنقل سفاراتها إلى القدس مثل هندوراس وغواتيمالا وجنوب السودان والفلبين ورومانيا ودول أخرى لم تذكر في الإعلام «الإسرائيلي»، وأعتقد أن هناك تقصيراً عربياً في التصدي للدول التي تعتزم نقل سفاراتها إلى القدس، ولكن في ظل هذه الصورة يبقى الشعب العربي الفلسطيني هناك على امتداد الأرض المحتلة في واجهة التصدي، وهو الذي يمتلك حق الفيتو في إحباط المشاريع والخطط الرامية إلى تكريس حقائق الأمر الواقع الصهيوني.

ما بين البلفورين

* وأنت شاهد عيان ومتابع وقارئ ومسيس وجربت الوجع السياسي، ما بين بلفور الأول وبلفور الثاني، ما قراءتك؟

ما جرى ويجري في فلسطين منذ ما قبل بلفور الأول الذي «منح فلسطين وطناً قومياً لليهود»، وصولاً إلى قرار ترامب البلفوري ب«منح القدس عاصمة لإسرائيل»، مروراً ب«بلافرة» كثر بينهما، إنما هو نتاج مؤامرة استعمارية غربية يهودية قديمة متجددة مستمرة تهدف إلى تثبيت وتكريس «إسرائيل» دولة قوية تسيطر على كامل فلسطين، ودولة مهيمنة على المنطقة العربية الشرق أوسطية برمتها كخنجر في خاصرة الأمة.

النبش في التاريخ

* فلسطين، كمادة بحثية سياسية أركيولوجية أنثروبولوجية، تاريخية، هل أعطاها الباحث السياسي العربي أو الفلسطيني حقها؟

أعتقد أن فلسطين تحتاج دائماً إلى المزيد والمزيد من الباحثين والدراسات والأبحاث الموجهة الرامية إلى النبش في التاريخ، واستحضار حقائق ووثائق الأحداث والتطورات، من أجل بناء الأجيال وتعميق الوعي العام العربي المتعلق بفلسطين، وأعتقد أن هناك باحثين جادين وهناك دراسات وأبحاث متعددة الاتجاهات، وكلها تتحدث عن فلسطين والصراع، ولكننا نفتقد إلى المؤسسات البحثية الكبيرة الملتزمة الموجهة التي تبني الرؤى الاستراتيجية وتضع الخرائط للدول والقيادات، فالباحث السياسي لا يمكنه أن يقوم بالمهمة الكبيرة منفرداًِ من دون أن تتوفر له المؤسسات الراعية، فنحن نتابع الكثير من الدراسات والأبحاث الفردية عموماً، ولا نرى مؤسسات بحثية كبيرة مختصة بالصراع العربي الصهيوني تقوم برعاية الباحث والأبحاث.

* ما الفرق، كي نعرف القارئ العربي، بين القدس الشرقية والقدس الغربية؟

كانت القدس عبر التاريخ موحدة عربية الجذور والحضارة والتاريخ والمعالم كلها، وتعرضت إلى نحو ثمانية عشر احتلالاً أجنبياً استعمارياً وبقيت موحدة، وتحررت مراراً موحدة، إلى أن جاء المشروع الصهيوني برعاية وتبني الانتداب البريطاني في فلسطين، فتواطأ المشروعان على فلسطين والقدس، وجاء قرار التقسيم الأممي بتاريخ 1947-11-29 الذي نص على إقامة دولة «إسرائيل» على مساحة 54% من فلسطين للدولة اليهودية و46% للدولة العربية، ونص القرار على أن تبقى القدس برعاية دولية، غير أن العصابات الصهيونية لم تلتزم طبعاً بنصوص قرار التقسيم فقامت باحتلال 78% من فلسطين، ومساحات واسعة من مدينة القدس من جهتها الغربية، فسميت القدس الغربية، بينما بقي تحت سيطرة الجيش العربي الأردني الجزء المتبقي من القدس الذي يضم الأماكن المقدسة الإسلامية الأقصى والصخرة والمسيحية كنيسة القيامة وأطلق عليه القدس الشرقية أو شرقي القدس، غير أن الاحتلال أعلن عن توحيد الجزأين الغربي والشرقي بعد احتلال الضفة الغربية عام 1967، فأصبحت «القدس موحدة عاصمة لدولة «إسرائيل». وتسعى «إسرائيل» إلى الحصول على اعترافات دولية ب«القدس موحدة عاصمة أبدية ل«إسرائيل»» ولم تنجح في ذلك، إلى أن جاء الرئيس ترامب باعترافه وإعلانه البلفوري الأخير.

المستعمرات في القدس

* المستعمرات المحيطة بالقدس، ما طبيعتها؟ وما الغاية منها، وكم عدد المستوطنين فيها؟ وهل تختلف عن مستعمرات فلسطين على ذراع البحر؟

تسعى سلطات الاحتلال وتعمل بلا كلل من أجل زرع ونشر مستعمراتها في جسم المدينة المقدسة، وقد نجحت في إقامة سبعة وعشرين مستعمرة تحاصر القدس من جميع جهاتها، ومعظم هذه المستعمرات هي مستعمرات مدينية كما يطلق عليها، والهدف منها استيطان وتهويد القدس واستجلاب أكبر عدد من المستوطنين إليها لتغيير الميزان الديمغرافي فيها لمصلحة اليهود الذين وصل عددهم حتى العام 2018 إلى نحو 300 ألف مستوطن مقابل حوالي 320 ألف عربي في المدينة، وكان ذلك في إطار مشروع «القدس الكبرى» الذي أطلقت عليه بعض المصادر «الإسرائيلية» اسم «الصياغة «الإسرائيلية» النهائية لتهويد القدس»، وتعود مقدمات مشروع القدس الكبرى رسمياً وعلنياً إلى عام 1982 تقريباً، إذ اتخذت، الحكومة «الإسرائيلية» آنذاك قراراً بالمشروع، وحسب التفاصيل في ذلك الوقت فقد ضم المشروع مدن القدس ورام الله والبيرة وبيت ساحور وبيت جالا وبيت لحم إضافة إلى 60 قرية عربية، وجاء في الوثيقة «الإسرائيلية» للمشروع آنذاك أن حدود المشروع الجغرافية تمتد من قرية سنجل في لواء رام الله شمالاً، إلى قرية بيت فجار جنوباً، والخان الأحمر شرقاً، ويبلغ طول المشروع نحو 45 كيلومتراً من الشمال إلى الجنوب، و15كيلومتراً من الشرق إلى الغرب، وتبلغ مساحته الكلية نحو 279، 446 دونماً.

أما أبرز أهداف المشروع القديم هذا فكانت:

1- ضم أكبر جزء من أراضي الضفة الغربية للقدس المهودة وإخضاع هذه المساحة للسيادة «الإسرائيلية».2- عزل القدس عن الضفة الغربية التي ستصبح قسمين: شمالي مركزه نابلس وجنوبي مركزه الخليل.3- تقطيع أوصال الضفة جغرافياً وتفتيت التجمعات السكانية العربية بواسطة شبكات الطرق الرئيسية بالقدس والتابعة للمستوطنات، وبواسطة الحركة والتحركات العسكرية الأجنبية وبالتالي تحويل المدن العربية إلى مجرد أحياء صغيرة في إطار المشروع. 4- إجهاض مخططات البناء العربي على مساحات واسعة من الأراضي.أما الأطواق الاستيطانية اليهودية التي رسمت ونفذت في إطار المشروع ذاته آنذاك فهي: الطوق الأول: محاصرة الوجود العربي داخل أسوار البلدة القديمة من القدس والعمل على تفتيت وترحيل سكانها، ويشتمل على الحي اليهودي الذي امتدت مساحته لتقضم من أحياء «المغاربة» والباشورة والسلسلة «والمركز التجاري الرئيسي الذي يمتد على مساحة 2700 دونم في الجهتين الشمالية والشمالية الغربية من البلدة، ومن الجهتين الشرقية والجنوبية، ويطلق عليها اسم الحزام الأخضر حول أسوار القدس، وقد نفذت سلطات الاحتلال كما هو معروف ومشار إليه في الحلقات السابقة عمليات ترحيل للسكان العرب في كل المناطق المذكورة. الطوق الثاني: ويشتمل على عدد من المستعمرات اليهودية التي كانت أقيمت قبل ذلك على مدى سنوات السبعينات وهدفه عزل المدينة وأهلها عن التجمعات السكانية العربية الواقعة في الجهتين الشمالية والجنوبية، وإبراز المستعمرات التي أقيمت في إطار هذا الطوق هي: رامات اشكول /‏ 1968 في منطقة الشيخ جراح شمال غرب القدس. والنبي يعقوب /‏ 1973 شمال شرقي القدس. والتلة الفرنسية /‏ 1969 شرقي جبل المشارف على طريق القدس - رام الله. وتلبيوت الشرقية. الطوق الثالث: أقامت سلطات الاحتلال في إطار هذا الطوق كذلك جملة من المستعمرات أبرزها: مستعمرة كندا بارك /‏ 1976 في منطقة اللطرون على أراضي قرى بالو وعمواس وبيت نوبا المدمرة. وكفار عصيون /‏ 1967 على طريق الخليل، ومعاليه ادوميم /‏ 1972 في منطقة الخان الأحمر التي أقيمت على أراضي تبلغ مساحتها 70 ألف دونم تعود لقرى العيزرية، أبو ديس، العيسوية، العبيدية والسواحرة. كما أقامت تلك السلطات داخل أسوار البلدة القديمة للقدس حوالي أربع وعشرين بؤرة استيطانية تضم 4-5 آلاف مستوطن يهودي.

موسوعة القدس والمقدسات

* نأتي هنا إلى موسوعتك الجديدة حول القدس، فما هي مضامينها والغاية منها ولماذا توثق؟

نسعى في هذه الموسوعة، إلى النبش في التاريخ، من أجل استحضار المعطيات والوقائع والحقائق التي تحكي الحكاية العربية الفلسطينية، فتعود بنا هذه الموسوعة إلى البدايات البعيدة في التاريخ، إلى نحو قرن ونصف من الزمن، إلى تلك الوثائق والمؤتمرات والوعود التي دعت إلى «إقامة وطن لليهود في فلسطين» وإلى اختلاق دولة «إسرائيل» وإسكات الزمن العربي فيها بمضامينه التاريخية الحضارية الثقافية التراثية والدينية.

70 عاماً لا تلغي الحق الفلسطيني.. متفائلون بعودة البلاد إلى أهلها

70 عاماً، من نكبة إلى نكبة إلى شتات إلى مخيمات إلى بواخر تأخذ الكنعاني في رحلة عوليس الفلسطينية ثم أخيراً إلى الأمل.في هذا التحقيق تعمدت سؤالاً مشتركاً يحاول معاينة الروح العربية بعد هذه السنوات على ضياع فلسطين، السؤال ببساطة إلى جانب أسئلة أخرى.. «هل تعود فلسطين أو تتحرر؟».لقد كان لافتاً منسوب الأمل في روح الأمة بكل تلوينات نخبها.. ثم إن «الإسرائيلي» هو فعلاً عابر في هواء عابر.. إنه يقترض كل شيء من الفلسطيني، وكل يوم ينظر في المرآة ليتأكد أنه موجود ولم يزل بعد.. في حين الفلسطيني يتعزّز قوة وذاكرة وتاريخاً في بلاده.عدد من الفعاليات الثقافية العربية و70عاماً من درب الآلام والآمال أيضاً.الناقد العراقي فاضل تامر تشع إجابته بالأمل، مع التركيز على أكذوبة الميثولوجيا «الإسرائيلية» التي روج لها أيضاً الإعلام الغربي، وقال: ضياع فلسطين ومرور 70عاماً على النكبة مأساة كبيرة، لكنها لم تكن وليدة الساعة، وإنما كانت عملية كبيرة مخططا لها، ونعرف الجهود الشيطانية التي قام بها هرتزل والظروف السياسية التي أحاطت بالحرب العالمية الأولى، وللأسف أقول إن الكثير من البلدان العربية والكثير من المثقفين العرب كانوا بعيدين عن تلك الخيوط السرية التي كانت تحاك في الظلام لالتهام فلسطين.عمل الثلاثي أمريكا وبريطانيا و «إسرائيل» على اقتلاع الشعب الفلسطيني من أرضه، وإحلال مجموعة من الطفيليين اليهود الذين لا ينتمون للأرض الفلسطينية في أرض ليست أرضهم بالاتكاء على ميثولوجيات ملفقة، وبالتالي أحكمت هذه اللعبة الخبيثة، والآن نقول إن كل هذه المشاريع الكارثية التي مرّت على فلسطين هي في حاجة إلى وقفة موحدة من جانب العالمين: العربي والإسلامي، وأن نضمن وحدة الصف العربي، نحن في حاجة إلى دعم صمود الشعب الفلسطيني القادر على المواجهة، لكن لا يجب أن نتركه وحيداً، وهو شعب أعزل ومحاصر، والأكثر مأساوية أن هذا الشعب العظيم يعاني تراجيديا الانقسام الفلسطيني.وأضاف فاضل تامر: إن الإدارة «الإسرائيلية» والإعلام الغربي نجح في تعميم رواية الميثولوجيا اللاهوتية «الإسرائيلية» المبنية على مرويات كاذبة وتظل فلسطين جرحاً عربياً مفتوحاً إلى أن يستعيد الفلسطينيون حقهم المشروع، وأقول إننا لا يجب أن نفقد الأمل في عودة فلسطين إلى أهلها، فالاحتلال «الإسرائيلي» قائم على أسس هشة ويمكن أن يتفكك في أية لحظة، وعندها سيعود الغرباء الذين سرقوا فلسطين إلى بلدانهم، ويستعيد الفلسطيني دياره، علينا أن نظل على ذمة الأمل ثم الأمل.. شمعة واحدة لا يستطيع كل الظلام إطفاءها.

القدر يصنعه البشر

الأكاديمي الجزائري د. عثمان بدريي رأى أن الثورة الفلسطينية هي امتداد للثورة الجزائرية. عانى الجزائريون من الاستعمار ومن الإبادة وعانى الجزائريون أيضاً من مصادرة الأرض والأملاك وحتى الإنسان، لكن آمنّا بالمواجهة والتضحية ولا بديل عنها، وتوسمنا بالفلسطينيين خيراً من حيث المراهنة على خيار المقاومة بأشكالها المختلفة، وقال د. بدري: الاحتلال «الإسرائيلي» كيان مختلق وجده الاستعمار الغربي لكي يكون استحواذياً على منطقة الشرق الأوسط، ومطامعه اقتصادية، وقد أجرى الغرب دراسات قديمة على طبيعة المنطقة وخيراتها؛ ولذلك اختلق هذا الكيان تحت أوهام أسطورية قديمة منها «شعب الله المختار» و «العهد القديم» وهي أوهام عنصرية في أساسها تحت عنوان أو فزاعة «المحرقة النازية»؛ ولذلك أعتقد أن الكثير من اليهود أنفسهم قد غرر بهم فقد كانوا مندمجين في المجتمعات التي يعيشون بها بشكل آمن، لكن تحت ضغط النعرة الدينية أو النعرة العقائدية المزيفة وجدوا أنفسهم في هذه الأرض، ووجدوا أنفسهم أمام الأكذوبة على أن فلسطين لهم وحدهم، وهذه رؤية عنصرية بطبيعة الحال ومآلها إلى الزوال. الكيان «الإسرائيلي» على رغم ما يشاع عن الحياة الديمقراطية فيه، فإن عنصريته لا تعترف بالآخر؛ ولذلك فإن مصير هذا الكيان الفشل.وأضاف: إن الرقم 70 في الذاكرة الفلسطينية يمثل نوعاً من التراجيديا، يمثل نوعاً من الفقد، لكن في الإرادة الإنسانية فإن 70 عاماً لا تساوي شيئاً، هناك شعوب قاتلت وناضلت وحاربت إلى مئات السنين، وبعد ذلك انتصرت. 70عاماً مأساة فلسطينية يتمثل فيها معنى الفقدان: فقدان الأرض، فقدان الإنسان، فقدان الهواء، ومع ذلك لا مستحيل أبداً على وجه هذه الأرض.

تراجيديا لا مثيل لها

الكاتب خليل النعيمي اعتبر أن التراجيديا الفلسطينية وعمرها 70 عاماً لا مثيل لها في العصر الحاضر. الغرب الاستعماري منذ سقوط الأندلس 1492 وهو ينهب خيرات الكرة الأرضية.لو أتيح للعرب أن يتجاوزوا بحر الظلمات (المحيط الأطلسي) لكان العالم اليوم له مصير آخر، هذا الغرب الذي غزا الكرة الأرضية ونهب ثرواتها وقسم دول العالم خلال قرون هو الذي زرع في البقعة المباركة فلسطين الجسد «الإسرائيلي»، لأننا كعرب عشنا مع اليهود كدين، والدين اليهودي والدين المسيحي والدين الإسلامي، هذه الديانات نشأت في أرض الشرق العربي، بما هو اليوم سورية الطبيعية والعراق، ومن هذه الأرض العربية انتقلت الأديان إلى جميع نواحي الكرة الأرضية، وانتقلت بطريقتين إما بالغزو أو بالتجارة، وهذه الديانات هي عربية بامتياز قبل أن تصبح أديان الأمم الأخرى، إذاً، ليس لدينا عداء مع الأديان وليس لدينا عداء مع الثقافات الإنسانية. الأديان ثقافة إنسانية لا علاقة لها بالعرق الآن. مأساة الاستعمار الاستيطاني الذي يستأصل السكان الأصليين ويستبدلهم بسكان آخرين، ويذبح الثقافة العربية الإسلامية المسيحية وحتى اليهودية العربية ويحل محلها ثقافة عنصرية تقوم على إبادة الشعوب وتفريغ الأرض من ثقافتها وحضارتها ليزرع فيها شيئاً آخر، لكن هذه النبتة السيئة التي تسمى «إسرائيل» لا مستقبل لها تاريخياً لأنها محدودة الجغرافية ومحدودة العدد، ومحدودة الإمكانات وحولها محيط من العالم العربي. منذ أكثر من 30 عاماً يعيش الكاتب خليل النعيمي (من أصل سوري) في فرنسا، سألته هل تشعر النخب المثقفة والسياسة الفرنسية نحو فلسطين مثلما يشعر خليل النعيمي وهو بهذه الروح العروبية المتدفقة؟ قال: يجب التأكيد على أن المجتمع الفرنسي ليس متجانساً، هناك نخب مثقفة طليعية متنورة تقدمية تدافع عن الفلسطينيين وتحارب اليهودية، وهناك نخب أخرى مع «الإسرائيليين»، وفي العالم العربي، ثمة مثقفون وسياسيون هم حلفاء لليهودية التي تسيطر على فلسطين.وقال النعيمي علينا أن نعمل سياسياً وثقافياً وإعلامياً على أن يقرر الشعب الفلسطيني إرادته، وأن يدافع عن حريته وأرضه ووجوده.

قضية مرشحة للانتصار

الشاعر التونسي المنصف المزعني يرى أن الصراع العربي ضد الاحتلال «الإسرائيلي» المزروع من جانب بريطانيا، والمسنود من جانب أمريكا، هو صراع يعكس جهدنا السياسي ووطنيتنا السياسية، وإن ما وصلنا إليه من مأساة فلسطينية لا يجب أن ينسينا روح المقاومة عند هذا الشعب الذي لا يمكن أن يتأقلم مع العدو أو مع ثقافته ووجوده، فالعدو «الإسرائيلي» يستهدف الشخصية الفلسطينية والشخصية العربية والثقافة كذلك، فأرى أن النضال الثقافي مهم أيضاً.وقال المزعني: لن نفزع من الأرقام، ومن أزمان الاحتلالات، هناك احتلال دام 7 أيام، وهناك احتلال دام 7قرون، ولا بد للشعب الفلسطيني من أن يأخذ حقه في الحياة، وأن يعلن عن نفسه، غير أن فلسطين لها استعمار خاص مرتبط بتشويه التاريخ، وتدوين تاريخ جديد يلفقه الاستعماري الاستيطاني، وهذا لم يحدث في حالتي الاستعمار الفرنسي، والاستعمار الإنجليزي. مشكلة فلسطين في استثنائية الاستعمار، استعمارها استثنائي وفيه الكثير من الالتباسات، لكن الالتباس لا يوضحه إلا العمل والعمل هو يومي وسياسي واجتماعي وثقافي أو يتوجب أن يكون كذلك. عندها تتقدم القضية الفلسطينية، وإن ما يخوضه الفلسطيني من كفاح وصبر ومقاومة هو مثال بطولي، ولا شيء مستحيل، والقضية الفلسطينية مرشحة دائماً للانتصار.من الذي سوف يبقى من الكيان «الإسرائيلي» ذي التاريخ المصطنع. صاحب الأرض هو الفلسطيني، وصاحب الأرض هو ملحها.الكاتب الأردني مخلد بركات، قال إن نكبة 1948 هي أول نقاط الصراع العربي «الإسرائيلي»، الملموسة على أرض الواقع، ونحن نعرف دور جيش الإنقاذ في تلك الحرب، والقوات الأردنية التي كان لها دور بطولي أيضاً، لكن موازين القوى لم تكن لمصلحة العرب آنذاك.إن إعلان دولة «إسرائيل» هو العصا التي وضعت في دولاب النضال العربي السياسي كله، والنكبة هي ضربة لكل حركات التحرر العربية.وقال بركات: 70عاماً تمثل لي مشهداً من الحزن ومن البطولة أيضاً في الجانب الآخر، وهنا أقول إن على المثقف أن لا ينطفئ، عليه أن يناضل بقلمه الحرّ ولوحته التشكيلية وبرواياته وأشعاره، 70عاماً من المعاناة، 70عاماً تدفعنا، سياسياً هنا، إلى تفعيل التضامن العربي والتقارب العربي، للأسف الشديد الأمة العربية اليوم تعيش انقساماً لا مثيل له، يجب أن يكون هناك تنسيق عربي عربي، وأن يكون هناك (صفوٌ) للنوايا.

حتمية.. وليست احتمالاً

الشاعر زهير أبوشايب، قال إن ضياع فلسطين ليس ضياعاً للجغرافيا، ليست خسارة يمكن حسابها بميزان الأرباح والخسائر، ضياع فلسطين هو بداية ضياع الذات العربية والإسلامية، ومن هنا تأتي أهمية استرداد فلسطين؛ ولذلك، ما يفعله العربي في مواجهة هذه الخسارة يبقى شيئاً بسيطاً، لأن المسألة لا تخص الفلسطيني وحده، على الفلسطيني أن يسترد كل مقومات وجوده حتى يكون شيئاً خر مختلفاً غير مهيأ للخسارة.وقال أبوشايب: خسارة فلسطين ليست خسارة سياسية فقط، بل هي خسارة وجدانية، خسارة وجودية بالكامل.

العودة الناجزة

الكاتب والشاعر الفلسطيني مراد السوداني، الأمين العام لاتحاد الكتّاب والأدباء العرب، قال: فلسطين ما زالت تواصل ثباتها على ثابتها بعناد أهلها الصابرين والمرابطين على حقها وحقيقتها، وما زال مثقفو ومبدعو فلسطين في الوطن، وفي الجغرافيات المختلفة يواصلون درب فلسطين نحو عودتها الناجزة التي لا بد أن تتم وهذه حتمية.وقال السوداني: 70 عاماً من الصمود في كل فضاء من فضاءات فلسطين وأهل فلسطين المحمولون على الدم المجيد بكل مكوناتهم يواصلون درب الشهداء والأسرى والجرحى والمبعدين.على الرغم من مرور هذه السنوات الطوال ما زالت فلسطين على قيد الصبر وقيد المواجهة، ومقارعة النقيض الاحتلالي، وما زالت كل مكونات الشعب الفلسطيني تؤكد مرة أخرى إنها قادرة على صدّ كل استيطالات المحو والتغريب والقتل، وما زالت تؤكد قيد النصر، وفلسطين هي هي لأهلها الصابرين.عودة فلسطين حتمية ما دامت الأم الفلسطينية تودّع وحيدها بزغرودة الصبر، وما دامت كل فلسطين تتمسك بحقوقها فالعودة ناجزة والتحرير قادم والاحتلال إلى زوال، فلسطين كانت وما زالت خيط الذهب في عباءة الأمة.

<br/>
منتدى معلمي الاردن

Copyright © 2009-2024 PBBoard® Solutions. All Rights Reserved