منتدى معلمي الاردن
(نسخة قابلة للطباعة من الموضوع)
https://www.jo-teachers.com/forum/t5309
أنقر هنا لمشاهدة الموضوع بهيئته الأصلية

تحليل قصيدة رثائية للشاعر حافظ ابراهيم ردوا علي بياني
surur wishahee 09-07-2019 08:47 صباحاً
تحليل قصيدة رثائية للشاعر حافظ ابراهيم ردوا علي بياني
شرح قصيدة رثائية للشاعر حافظ ابراهيم ردوا علي بياني
نموذج لتحليل قصيدة رثائية للشاعر حافظ ابراهيم يرثي فيها صديقه و استاذه محمود سامي البارودي في قصيدته بعنوان ردوا علي بياني
نموذج تحليل نص شعري :مقدمة التعريف بالخطاب و طرح اسئلة للاجابة عنها في التعرض اما العرض فيشمل ملاحظة النص ملاحظة بصرية اضافة الى التحليل و المناقشة اما الخاتمة تلخيص كل تو صل اليه من مقدمة و عرض
شهد العالم في اواخر القرن التاسع عشر او ما اصطلح عليه ببداية النهضة , تحولات ثقافية و فنية و حضارية و تاريخية تمثلت في انبعاث الشعر القديم و اعادة امجاد القصيدة العربية
و من اهداف ظهورها انها تحيي القديم , و تستطلع مذاهب الشعراء في النظم و الوعي باهمية الماضي , و ايضا التركيز على النماذج الفنية جاهلية اسلامية اموية عباسية
و من اسباب ظهورها تخليص القصيدة من مخلفات الانحطاط , و بعث اللغة العربية بكل خصائصها , و قد مثل هذه الحركة رواد نذكر من بينهم محمود سامي البارودي , احمد شوقي , معروف الرصافي و محمد الكتاني . و غيرهم
و يعتبر حافظ ابراهيم رائد من رواد هذه الحركة المميزين , فهو شاعر مصري , اسمه محمد حافط ابراهيم فهمي المهندس المشهور باسم حافظ ابراهيم , ولد في ديوط بمحافظة اسيوط من اب مصري و ام تركية , عاشر احمد شوقي ولقب بشاعر النيل و شاعر الشعب
انتقل الى طنطا و اخذ يدرس في الكتاتيب , و التحق بالمدرسة الحربية و تخرج منها ضابطا برتبة ملازم اولا , عين في وزارة الداخلية
من اثاره الادبية : البؤساء , ليالي سطيح في النقد الاجتماعي , الموجز في علم الاقتصاد
و من قصائده الرثائية هذه الدالية التي يرثي فيها محمود سامي البارودي
ما مدى القصيدة ؟؟
ما مدى تمثيلها في احياء النموذج ؟؟
ما هي خصائصها الفنية ؟؟
سنحاول البحث عن بعض المشيرات الدالة التي ستضعنا ضمن اجواء هذه القصيدة , فنجد العنوان الذي يحيلنا على عالم ماساوي مليء بالحزن و الاسى و الذي يشير فيه الشاعر الى فقدانه لاعز صديق حميم له و الذي يتجلى في رثائه لمحمود سامي البارودي , و تعداد مناقبه و محاسنه و فضله على الامة في مختلف المجالات المتنوعة , و يوضح الشاعر في بداية القصيدة فداحة الخطب التي اقتحمت مشاعره و قيدت لسانه اثر وفاته , باعتبار الفقيد كان بمثابة استاذه و نموذجه في الحياة , و ذلك بوصف محاسنه الفكرية و الخلقية و الادبية , بالاضافة الى الفراغ الذي تركه في مجتمعه بفضل سمو شخصيته و حسن معاشرته للناس , و في النهاية يدعو الشاعر الى تشييع جنازته و الترحم على روحه الطاهرة و الصافية , و قد اتخذ النص شكل قصيدة من القصائد القديمة و التي تكشف على ان الشاعر لا زال يسير في رباب القديم من حيث اعتماده على القصيدة العمودية بابيات طويلة و شطرين متناظرين ووحدة الوزن و القافية , و من جانب اخر يتبين لنا ان القصيدة تدخل في غرض الرثاء الذي بدوره يعتبر من الاغراض الشعرية المتنوعة و القديمة
فالشاعر حافظ ابراهيم يبين محاسن الفقيد و فضله على الامة في مجمل المجالات المختلفة و المتنوعة كالمجال الاجتماعي و الفني و الحضاري و الادبي و غيرها فالضاعر تقيد لسانه عن رثاء اعز صديق حميم له فكانت الكارثة فداحة الخطب التي لم يكن ينتظرها و التي بدورها اثرت على نفسيته بالحزن و الاسى على استاذه و نموذجه و العلاقة المقننة التي كانت تربطه به اضافة الى انه كان رجل قتال في و لوجه للحروب خاصة حروب البلقان و فروسيته التي لا مثيل لها و يبين معاناتهمن الغربة و النفي و خصوصا عند فقدانه للزوجة و الابن و الى جانب هذا كله كان رجل قلم خصوصا في نظمه للشعر النابعة من ثقافته الواسعة و المتنوعة و من تجاربه المتعددة
و تبعا لتجربة حافظ ابراهيم الشعورية و الوجدانية من رثاء صديقه محمود سامي البارودي , فالمعجم يدل بوضوح على هذه الاصناف فهو يتنوع بتنوع الاغراض و يتوزع الى حقلين دلاليين هما حقل العاطفة عند قوله : عييت اعيي مجهودي ضنت سكوتي و حقل صفات الفقيد في قوله : هز الحسام لبى نودي , اما بالنسبة للايقاع فالقصيدة تحتوي على ايقاعات موسيقية و خلابة داخلية من حيث التوازي حين وازى بين محمودي و مجهودي و التوازي العمودي في قوله : لبيك يا مؤنس الموتى لبيك يا شاعر ضن اما من حيث التكرار نلاحظ ان الشاعر كرر عبارة قول : لبيك يا لبيك يا لبيك يا ثلاث مرات و ايضا نزحت نزحت و محمود محمود , اما الايقاع الخارجي فقد صاغ الشاعر تجربته على بحر البسيط بتفعيلة مستفعلن فعلن مستفعلن فاعل عروضه و ضربه مقطوعة و الروي و القافية موحان , و للصورة الشعرية مكان في هذه القصيدة و ظفها الشاعر حافظ ابراهيم لكونها وسيلة تعبيرية تزيينية يذهب اليها مجمل الشعراء لتادية نواح بلاغية تتعلق بمضمون النص في قوله : اعيى الشعر مجهودي ما للبلاغة غضبى لا تطاوعني هز اليراع اشارة منه الى اصلها الاول و هو يقصد على انه مجاز مرسل , و علاوة على ذلك فالشاعر و ظف التشبيه في البيت التاسع حين قال تجري السلاسة جري الماء
و من هنا فالقصيدة تتوفر على خصائص اسلوبية يهيمن عليها الاسلوب الخبري الذي يظهر لنا بجلاء في النداء : يا شاعر يا مؤنس يا خير يا فارس و التمني في قوله : لو درت , و نجد الافعال الموضفة منها ما هو نفسي حسي و يدل على نفسية الشاعر الحزينة في قوله : ردوا علي بياني ما للبلاغة لا تطاوعني و الاستفهام في قوله : ما لحبل القوافي غير ممدود
اذن يتبين لنا مما سبق ان القصيدة تمثيل حقيقي لاحياء النموذج شكلا و مضمونا , لكونها تقوم على المحاكاة و يتبين لنا ان هذا الخطاب اسس قاعدة للانطلاق نحو افاق اكثر رحابة و تطور و تجديد
منتدى معلمي الاردن

Copyright © 2009-2024 PBBoard® Solutions. All Rights Reserved