منتدى معلمي الاردن
(نسخة قابلة للطباعة من الموضوع)
https://www.jo-teachers.com/forum/t1518
أنقر هنا لمشاهدة الموضوع بهيئته الأصلية

تعبير بعنوان قصيدة غرناطة أو في مدخل الحمراء كما يسميها البعض
surur wishahee 15-04-2018 12:20 مساءً
تعبير بعنوان قصيدة غرناطة أو في مدخل الحمراء كما يسميها البعض
قصيدة غرناطة أو , في مدخل الحمراء , كما يسميها البعض لشاعر الحب والجمال نزار قباني إحدى هذه القصائد والتي كتبها عام ١٩٦٣ أثناء زيارته لمدينة غرناطة الأندلسية التأريخ والإسبانية الحاضر
قصيدة الحمراء هي من النصوص التي توهم القارئ وأنا أحد الذين توهموا في عمر الصبا أن هذا النصَ نصغ هائلٌ في معانيه ومبانيه، فحفظته وأترابي ثم تغنيت به وطالما قرأته أمام أصدقائي ممن يحبون الأدب، غير أنني حين توسعت مداركي واطلعت على الأدب العربي وفنونه وتبينت بعض مواقع الإبداع ومواطن الجمال في النصوص الشعرية وتبينت بعض خباياها وفنون صنعتها وحرفتها عدت لأجد أن بعضا من النصوص قرأناها وحفظناها وقد غابت عنا بعض هنّاتها وسقطاتها، وإني أقول ذلك غير متجاوز مواطن للجمال فيها والتي جعلتنا نفتن بها حيث كانت سترا بيننا وبين تلك الهنات
فما الذي أوهمنا بهذه القصيدة وجعلنا نتأثر بها؟
هل يكمن السبب وراء ذلك إلى البعد التاريخي لقصر الحمراء وما يمثله من أثر عظيم -بشكل خاص- وما تمثله مملكة غرناطة -بشكل عام- ومأساة سقوطها وخسرانها هي وأخواتها من مدن الأندلس؟ والتي حاول من خلالها الشاعر محاكاة النفس العربية -عاطفياً- وهي تعاني من وطأة الانهزام والانكسار بتذكيرها بعظمة سلطانها مداوياً بذلك -ولو توهماً- بعض الجراح بإسلوب يتراوح بين الغزل المُلبس بالحُزن والبؤس والتي جعلهما الشاعر العلامة الأبرز في أبيات القصيدة؟
أم هي الديباجة التي أحاط بها الشاعر بعض ألفاظه متغزلا حيناً ومتأسفاً حيناً فقلب في أعيننا بعض الهنّات إلى جمال؟
من خلال النظرة إلى القصيدة من مستهلها وحتى ختامها نجد أن الشاعر بدأها بغزل ووصف بسيط فيه شيء من الواقعية والسردية المباشرة ثم بحوار بسيط هو الآخر بتراكيب جميلة ولغة متواضعة قريبة
من هنا يبدأ الشاعر بمحاكاة العاطفة الكامنة لدى العربي وإيقاظ حزنه على مُلك انحسر ثم ضاع من خلال اللمحات التأريخية والقرون السبعة ورايات بني أمية مؤسسي هذه الامبراطورية العظيمة التي دامت كأطول امبراطورية على سطح الأرض ثم محاكاة , دليلته السياحية , والتي رأى في عينيها الجمال العربي وفي وجهها وخدها سماراً دمشقياً تذكر فيه أجفان - بلقيس - وجيد  - سعاد ,  ثم محاكاة العاطفة المتأججة في قلب العربي وحنينه للدماء الجارية في عروق هذه الحفيدة السمراء
لكن قباني كان موفقاً جداً في وصف نفسه كالطفل خلف دليلته وكان موفقاً أكثر بوصف التاريخ على أنه كومة رماد فهو كذلك في بال وذاكرة العربي بعد أن استحال هذا التاريخ المدوي وهذه الحضارة الرائعة وهذا الملك العظيم لغير الأكف التي بنته وأنشأته، ومما يزيد من وطأة الحسرة في النفس أن الدول العظيمة على هذه الأرض تعاقبَها الأبناءُ ثم الأحفاد حتى يوم الدنيا هذا إلا الاندلس فقد ذهبت سداً أدراج رياح التاريخ ، فهذه اسطنبول وتلك مدن ومواريث أوروبا كانت ولا زالت بيد أهلهِا وبُناتِها
لكن دليلته الجميلة أصابته بمقتل حين قالت: -هنا الحمراء زهو جدودنا- فكان جرحاً عظيما لا يستطيع وصفه إلا من زار الأندلس وتمعن في آثارها وما تركه العرب من حضارة عظيمه لم يمحها كر الجديدين وتعاقب الشمس والقمر، إلى جانب الكم الهائل من المؤلفات والكتب والتراجم في كل العلوم والفنون والآداب ، إنه إرث يستحق أن ينظر إليه العربي بطرف باك وقلب متصدع ولا شك
انا اجزم لو أن نزار قباني نظر إلى نهاية هذا النص اليوم كقارئ وما يتركه من أثر حسي لأعاد النظر وتردد في كتابة هذا البيت على الاقل مرة واحدة
ولو قُدّر له أن يُعانق القائد طارق بن زياد -واقعاً- متحسساً خشونة كفيه وصلابة ذراعيه وعرض منكبيه لتردد بكتابته ألف مرة

تعبير بعنوان قصيدة غرناطة أو في مدخل الحمراء كما يسميها البعض
pfeil115
منتدى معلمي الاردن

Copyright © 2009-2024 PBBoard® Solutions. All Rights Reserved